الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فسادهم طال الضعفاء

بواسطة azzaman

فسادهم طال الضعفاء

صلاح الربيعي

 

في سابقة مخجلة وخطيرة لم يشهد  التاريخ مثيلا لها أبدا ولم  تحصل حتى في أسوأ البلدان ادارةً وفشلاً وفساداً في العالم  والتي نسمع عنها عبر الصحافة والاعلام ولكن للاسف قد حصلت في العراق ومازالت تحصل وهي جريمة تأخر الرواتب في بلد غارق بالخيرات والثروات اذ تحلم بعض الدول ان تمتلك عشراً منها الا  أن فساد السلطة الحاكمة أضاع وأهدر ونهب تلك الثروة بعد الاستيلاء  عليها من قبل فئة فاسدة ظالمة متسلطة انعدم لديها الضمير ومخافة الله عز وجل وفقدت الانسانية عندما تلاعبت بقوت وحقوق اضعف فئة في المجتمع  وهم شريحة المتقاعدين الذين تتعطل رواتبهم كل شهر ولأيام طويلة حيث ينتظرون الفرج ساعة بساعة لاستلام  هذا الراتب الأقل والاضعف قيمة بين رواتب بقية الموظفين والمسؤولين الكبار اذ يتطلع المتقاعد لتلك الدراهم البائسة أول كل شهر  ليسد بها حاجاته المعاشية والعلاجية الضرورية سيما كبار السن والمرضى والعاجزين منهم وقد تكررت تلك الحالة المعيبة المخجلة منذ تولي الفاسدين للسلطة عام ٢٠٠٣ ولحد الان وسط تصريحات وتبريرات هزيلة للمسؤولين منها غرق وتلف سبعة مليارات دينارا بماء المطر المتسرب الى حصينة المالية !! وتبرير اخر مضحك وسخيف بانهم اتهموا أحد الجرذان قائلين أنه قد تسلل خلسة الى البنك المركزي وقضم اكثر من ثلاثة  ترليونات دينار دون علم  المسؤولين بهذا التسلل   وتبرير تافه اخر هو عدم توفر سيولة مالية مع ان الحكومة قد تبرعت والى وقت قريب بملايين الدولات لبعض الدول العربية دون اكتراث لوضع العراق الاقتصادي الصعب كما برر الفاسدون مؤخرا بتعطل  رواتب المتقاعدين بالاسباب الفنية وان ماجرى هو استهداف سياسي قبيل الانتخابات وكل جهة من عصابة الفساد الحكومية ترمي التهمة بعضها على  البعض الآخر مع سكوت المعنيين وأصحاب القرار  وتجاهلهم  لتلك الجريمة التي ترتكب بحق الضعفاء من الشعب كل حين ومن العجب والمؤسف جدا بان السلطة التنفيذية العليا في البلد وأدواتها الفاشلة الفاسدة المفسدة تتظاهر بعدم درايتها بهذا الظلم الذي يتكرر كل شهر وبلا وازع من ضمير وبهذا تتسائل شريحة المتقاعدين المستضعفة الى متى يستمر هذا الاستخفاف بحقوق الشعب والى متى يتلاعب الفاسدون بحقوقنا ومصدر معيشتنا وقوت يومنا  ؟ بالوقت الذي يتنعم فيه الطغاة من كبار السلطة وحاشيتهم الفاسدة بمليارات الدولارات والأموال وبلا حساب ؟ متجاهلين معاناة الشعب المستمرة سيما الفقراء والمحتاجين منهم مع غياب الاستجابة وايجاد الحلول لتلك المشكلة رغم تفاقمها مما انعكس ذلك على انعدام ثقة المواطن بالحكومة المتمثلة بزمرة الفاسدين الذين يتمسكون ببقائهم بالسلطة رغم كل ماتسببوا به من كوارث بحق العراقيين وذلك من خلال ترشيحهم للانتخابات للمرة القادمة  مايدل على عدم خجلهم من الشعب وماحل به من ويلات ونكبات على مدى السنوات الماضية .


مشاهدات 151
الكاتب صلاح الربيعي
أضيف 2025/09/06 - 1:44 PM
آخر تحديث 2025/09/09 - 11:20 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 370 الشهر 6226 الكلي 11424099
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/9/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير