أبشع جرائم الإبادة الجماعية

سامي الزبيدي

أبشع جرائم الإبادة الجماعية تلك التي تمارسها اسرائيل يومياً بحق الفلسطينيين في غزة والمتمثلة في قتل المدنيين الأبرياء بالقصف الوحشي المستمر بمختلف الأسلحة وقتلهم من خلال تجويعهم  ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إليهم ومع كل هذه الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية مع سبق الإصرار يقف المجتمع الدولي والمنظمات الدولية عاجزة عن وضع حد لهذه الإبادة الجماعية رغم ان جرائم الصهاينة مركبة وتتمثل في القصف اليومي بالطائرات الحربية والطائرات المسيرة وبالمدفعية والدبابات والأسلحة الأخرى الذي يطال المدنيين وهم في خيامهم  المتهالكة وقتلهم عندما يخرجون لالتقاط بعض المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل الى غزة هذا القصف الذي لم  ينقطع أبداً والذي يطال حتى المستشفيات والمخيمات والمباني المدمرة التي يحتمون فيها ومصادر المياه يضاف الى هذا كله تجويع السكان المدنيين وحرمانهم من ابسط مقومات الحياة الغذاء والماء والدواء, وإمعاناً في جرائم الصهاينة الهمجية فهم يقصفون أماكن توزيع المساعدات الإنسانية حيث يتجمع الجياع فيقتلون أعداداً كبيرة منهم في جريمة غاية في الخسة والوحشية والهمجية  وقد كثف الكيان الصهيوني قصفه الهمجي للمدنيين الأبرياء الذين يخرجون للحصول على بعض المواد الغذائية القليلة التي يتم إدخالها الى غزة فزاد من مجازره الوحشية وقتله للأبرياء الذين يتجمعون للحصول على بعض المساعدات الإنسانية بحيث يصل عدد من يقتلهم كل يوم من المدنيين العزل في غزة الى  أكثر من مائة فلسطيني ويجرح أضعافهم وجلهم من النساء والأطفال ومما زاد من خسائر الفلسطينيين هذه الأيام  بالإضافة الى قصف المدنيين الجياع بالطائرات المسيرة والرمي المباشر عليهم من قبل جنود الاحتلال خلال تجمعهم لالتقاط المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها الى غزة هو موت الأطفال جوعا نتيجة نقص المواد الغذائية وسوء التغذية , فأي جرائم ترتكب في غزة وأية إبادة جماعية مستمرة دون توقف يقابل ذلك صمت دولي وعدم محاسبة الكيان الصهيوني على مجازره الوحشية اليومية وعلى جريمة الإبادة الجماعية المستمرة بل والمتصاعدة وعدم قدرة المنظمات الدولية ومجلس الأمن على إنهاء هذه الإبادة الجماعية من خلال إنهاء حرب غزة ومآسيها الكبرى لان نتنياهو يرفض ذلك ولان نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة محميين  ومسندين من قبل أمريكا شريكتهم في جرائمهم الوحشية حيث تقدم أمريكا لنتنياهو وقواته المجرمة الأسلحة والذخائر والمعدات والمعلومات الاستخباراتية إضافة الى المساعدات المالية الكبيرة وهي التي دأبت على استخدام حق النقض الفيتو ضد كل قرارات مجلس الأمن التي أصدرها والتي دعت لوقف حرب غزة كما ان هذا الكيان مدعوم من كل  الدول الغربية التي تقدم له الأسلحة والذخائر والمساعدات المالية والدعم السياسي ليستمر في جرائمه الوحشية وإبادته الجماعية وقد أغمضت هذه الدول التي تتشدق بحقوق الإنسان عيونها عن جرائم الصهاينة وعمليات الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين الأبرياء فهي لم تتخذ أية إجراءات رادعة أو عقوبات بحق الكيان الصهيوني كفرض حظر على تصدير الأسلحة والذخائر التي يستخدمها الكيان الصهيوني في جرائمه الوحشية في غزة أو فرض بعض العقوبات الاقتصادية عليه مجرد دعوت من دول الاتحاد الاوربي لإدخال المساعدات الإنسانية الى غزة , فإلى متى يستمر الصهاينة في جرائمهم الوحشية المتمثلة بالإبادة الجماعية  للمدنيين الأبرياء خصوصا الأطفال والنساء في غزة ؟ لقد تجاوزت أعداد الشهداء في غزة اثنان وستون ألف شهيد  والمصابين أكثر من  مائة وخمسين ألف مصاب  وهي أرقام كبيرة جداً . 

ومع كل جرائم الصهاينة ومجازرهم الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية المتواصلة يستعد نتنياهو لاحتلال غزة كلها بعد ان وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي  المصغر على احتلال غزة رغم تحفظ العديد من القادة العسكريين وعلى رأسهم رئيس الأركان على عملية الاحتلال ورغم ومعارضة أحزاب المعارضة الإسرائيلية لهذه الخطوة  ليضاعف نتنياهو  بعمليته هذه أعداد الشهداء والمصابين المدنيين في غزة وأعداد النازحين الذين لم يجدوا مكانا آمناً يلجئون إليه , ان  عملية احتلال غزة محالفة صريحة لكل المواثيق والقوانين الدولية ولكل قرارات مجلس الأمن  والجمعية العامة للام المتحدة الخاصة بالقصبة الفلسطينية  .