الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 شكراً تميم الجادر

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس؟

 شكراً تميم الجادر

هاشم حسن التميمي

 

 لا ادري لماذا اجلت الحديث عن ماساة غزة وتراجيديا الدكتورة رنا في البصرة وشحة المياه في دجلة وملفات كثيرة تثير الالم ووقع اختياري في مقالي هذا الاسبوع  لاستذكار  انسان رائع  كانت له مواقف  طيبة معي ومع الالاف غيري لاتمحوها الذاكرة بل تصرخ وتقول شكرا الدكتور تميم الجادر

لماذا  استذكرت في هذه الساعة وقد ضاقت بنا السبل واحاطتني ظروف قاسية لا استطيع البوح فيها  الان استاذ علم الاجتماع والباحث المميز تميم الجادر فربما  شعورنا اليوم بالحاجة للامل والخلاص وتحمل ثقل هذه الايام العصيبة واقتران اسم هذا الانسان في مرحلة خطيرة في حياتي هي سنوات الاعتقال في جهاز المخابرات والسجن في ابو غريب حيث كان مديرا عاما لدائرة الاصلاح للقيام بمهام جسيمة في ظروف حساسة تتطلب منه القسوة  لضبط عشرات الالاف من السجناء تختلف تهمهم او جرائهم من اخطر الجنايات المعروفة للتهم السياسية   المتنوعة التي يبتدعها النظام ضد خصومه ومعارضيه فاجتمع في هذا المكان المجرم الخطير والانسان المهذب الرقيق وكان يقف بينهما انسان هادىء   رحيم يعمل ليل نهار لاحتواء الجميع  ليصلح البعض ويساعد في حماية ارواح البعض الاخر من العنف   وتخفيف صدماتهم النفسية واعانتهم بشتى الطرق والمبادرات…لتميم الجادر وهذه شهادة للتاريخ مواقف وسجل اصلاحي وانساني كبير وواسع  فضلا عن دوره التربوي والاكاديمي نحتاج لكتاب بفصول لشرح انجازاته ولوضعناه في الصف الاول في مهرجانات التكريم والاعتراف بالجميل….كانت يده نظيفة غيره اصبح مليارديرا من معاناة وصفقات واستثمارات السجون بالامس ومازالت اليوم  لكنه كان زاهدا وقلبه  ابيض ولسانه    لطيف ونال الكثير من الوم والعتب وربما العقاب لتعاطفه مع السجناء خاصة الادباء والمثقفين والسياسيين  وكنت بينهم ووصل الامر انني جمعتهم ذات يوم من مختلف الردهات  ووضعنا  التصاميم لاصدار جريدة اسبوعية داخل السجن اسمها ( الامل)  متنوعة الابواب وسارع الجادر لاستحصال موافقة هيئة الراي في الوزارة ونجحت اتصالاتنا بموزع خارجي وكادت ان تكون تجربة مثيرة لكن اجهزة الامن احبطوا هذه المؤامرة الثقافية وعنفوني ونبهوا الجادر..واستكملنا المشوار داخل السجن فهنالك من انجز روايات ودواوين للشعر ومذكرات ومسرحيات وورش للكومبيوتر وابحاث ودراسات عن واقع السجون رعاها وشجعها الجادر واقنع الجهات العليا لاسقاط نصف الاحكام لتخفيف الازدحام

 لاذ الجادر  بالصمت بعد سقوط النظام وعاد للتدريس والابحاث ولم بظهر لوسائل الاعلام ليتحدث عن انجازاته ومواقفه بل تجنب شر تاويلات الجهلة … لكن العقول المنصفة والاقلام الحرة وطلاب الحقيقة والعدالة سيفردون  صفحات من مذكراتهم بطلها تميم الجادر وانا شخصيا ساروي عنه ما يرد له بعضا من  شجاعة موقفه في زمن تخلى فيه الاخ عن اخيه والاب عن  بنيه. .. الجادر لو كان في الغرب بل لو عاش في مصر لوضعوا له النياشين وانتجوا عنه الافلام والمسلسلات…لكننا في العراق  نفرش البساط الاحمر. للحرامي وصاحب الرصيد الملياري والمنصب العالي .. ولو ظهر بيننا جيفارا او ماندلا لفعلنا فيه مافعلنا بسيد الشهداء… وبعد ذلك سنبكيه ونتحدث عن مناقبه وشجاعة اخيه وصحبه وذويه

وفي الختام تنطلق مثل اسراب الحمام من قلوب الاف الاوفياء المنصفين  كلمات للسماء تهتف شكرا تميم الجادر منحتنا الامل ونحن  في احضان الموت وخلف القضبان .

 

 


مشاهدات 45
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/08/17 - 4:31 PM
آخر تحديث 2025/08/18 - 1:16 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 47 الشهر 12449 الكلي 11407535
الوقت الآن
الإثنين 2025/8/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير