عتاب مُرّ
حسين الصدر
-1-
كتب أحد الشعراء لصديق يعاتبه :
عجبتُ لقلبِكَ كيف انقلبْ
ومِنْ طول ودّكَ أنّى ذَهَبْ ؟
وأعجبُ مِنْ ذا وذا أنّني
أراكَ بعينِ الرضا في الغَضَبْ
-2-
من القبيح للغاية انقلاب الأخ على أخيه وتحوله من صديق مُحب الى رجل خال من المشاعر الودية إزاء صديقه .
-3 –
والشاعر هنا مُحِبٌّ لصديقه المنقلب، واذا كان الناس حال الغضب لا يرون الاّ المساوئ والعيوب فان الشاعر لا يرى صديقه المنقلب بهذه العين بل يراه بعين الرضا وهي كليلة عن رؤية العيوب .
وهذه من المناقب المهمة .
-4-
انّ الحفاظ على المودة بين الأصدقاء سجية النبلاء .
أما التقلب والمراوغة فانهما لا يلتقيان بمن يريد لنفسه أنْ يكون موضعَ تقدير واكبار ، لأنه بهذا الانقلاب سرعان ما يفقد رصيده عند الناس حيث يُلام وينتقد .
-5-
والشاعر هنا باشارته الى عين الرضا في حال الغضب ، يوجه الدعوة الى صديقه المنقلب عليه أنْ يعيد النظر في موقفه، وأنْ يعود الى ما كان عليه من الصلة الوثيقة به .
وهذا مسلك صحيح ولابُدَّ مِنْ اعتماده في مثل تلك الحالات .
فليس من الصحيح إسدال الستار على علاقة أخوية حميمة وانهائها بالقطيعة والتباعد .