الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المكتبة المدرسيّة في النتاج القصصي

بواسطة azzaman

المكتبة المدرسيّة في النتاج القصصي

علي إبراهيم

 

إن نظرة فاحصة إلى المكتبة المدرسية في أيّ مدرسة يجد فيها  المراجع، و القارىء من المؤلفات الادبية ما يشكّل نسبة كبيرة قياساً إلى الكتب العلمية، والتصانيف الأخرى؛ ذلك إن الإنتاج الأدبي كان ومازال متفوقاَ في النشر نتيجة لكثرة الكُتّاب من الشعراء والقصاص، و الرواة.، وحتى الدارسين في المجالات العلمية نجد منهم الشاعر، و القاص، والروائي والكاتب في الأدب العلمي. وبالرغم من ظهور الشخصيات الادبية من هؤلاء لكنّهم  لم يدخلوا في إشارة إلى المكتبة الشاملة المدرسيّة على سبيل العنوان، وهم  قد امضوا سنوات من العمر في صفوف مدارسها، ولم يبرزوا ثيمة  عن المكتبة المدرسية. دلالتها، ابعادها، حجمها. واثرها في العمل الادبي.

وإذا أخذنا جنس القصة القصيرة بين الأجناس الادبية ابان ظهورها الادبي في العراق. نجدمن الملاحظات منها. 1_إنّ واقع السياسة المضطرب بين تناقضات الأحزاب، وتوافقاتها، والصراع بين الساسة جعلت من الأدب انْ يتأثر بالسياسة أكثر من تأثره بالمجتمع، وحاجاته، وبذلك تكون حضوة المكتبة المدرسية قليلة جدّاَ، وقد يكون السبب في قلّتها، وانحسارها في الريف قياسا إلى المدينة.

2_ إنّ الشعراء في تناولهم للقضايا  الإجتماعية مثل الفقر، والجهل، والمرض كما عند الرصافي، والزهاوي، والصافي النجفي فإنّهم لم يتقرّبوا من بيئة الطالب، وهي المدرسة وما تحتوي من مستلزمات  حتى الوصول إلى المكتبة المدرسيّة، والوقوف عندها، فكانت اشعارهم  في القضايا السياسية، و الإجتماعية هي الرائجة، ولو اعتبرنا  قول الشاعر الرصافي في المدرسة؛ فإنّه يقصد نظرته  إلى مستقبل  الطلاب من الدراسة كمفهوم عام، وليس له إطلاع في تفاصيل المدرسة.  حيث يقول:

أأبناء المدارس إنَّ نفسي /تؤمل فيكم آلامَل الكبيرا/ وما صدر عن دارس  في القصة العراقية وهو د.  عبد الإله احمد(1) فيما يعرضه عن دراسته للقصة القصيرة وإخفاق الرعيل الاوّل في نضوجها(إن القصة في العراق لم تخط في سبيل التطور في خطوات وكأنّ جهود الرعيل الأول والثاني من كُتّابها لم تثمر مفهوماً ناضجا لها يستقر بين القُرّاء.) وهذا الرأي العام قد لا يكون عائقا أمام أيّ ُ اديب التفت  إلى مكتبة المدرسة في حدث أدبي بدلا من تقليد القصة الاوربية ابان فترة الأربعينيات، و الخمسينيات.

3_اعتماد الكتاب والادباء على الأدب الأوربي المترجم من الانجليزي عن الطبيعة والوجود حتّى رافق بعضهم الأحزاب فترة ظهورها؛ وتناسى دور المكتبة المدرسية للطلاب كرافد في المجتمع اعتمد عليها في المطالعة الخارجية، وطلب المعرفة دون الإستفادة من ردّ الجميل لها على الساعات التي قضاها  في المكتبة المدرسية.

4_ إنَّ العنوان القصصي او عنوان  القصيدة الشعري لم يشمل عند الكُتاب والشعراء عنوانا اسمه (المكتبة المدرسية)  او قصة تدور  احداثها في المكتبة، وهذا يُؤثر في تقريب مكان العنوان إلى الواقع الثقافي في المدرسة، وربطه بالمجتمع من قبل من تعاطى الأدب.

5_بروز الجانب الرومانسي، والواقعي في أكثر النتاجات القصصية من عناوين مثل رواية(الضائع)  لجعفر الخليلي، ورواية (نادية) للكاتبة ليلى عبد القادر، ومجموعتي القاص ذو النون ايوب(العقل في محنة)  وكذلك( قلوب ظمآى)  وهذه كلها  جمعت بين الرومانسية، والواقعية.

6_ التقليد في طرح فكرة القصة كما حدث في قصة(العيون الخضر) للقاص  فؤاد التكرلي، ويورد لها  د.  عبد الإله  احمد في مؤلفه(2) معلقا بقوله(وقصة فؤاد التكرلي التي  كتبها عام ١٩٠٥ رفضت مجلة الأديب اللبنانية لصاحبها البير اديب نشرها في مجلته تناولها القضايا الجنسية ويذكر الكاتب سبب صاحب الجريدة لنشر ها يقول(إنَّ المجلة ُتقرا في المدارس وخاصة مدارس الطالبات واستخدام العامية في  القصة مما يؤثر على لغة الطلبة.)

وإذا تتبعنا لفظة( المكتبة المدرسية) ومن النتاج القصصي؛ فإننا لا نعثر عليها في كتابات الادباء  حيث ترد لفظة (المدرسة) أكثر من مرّة في تلك القصص ومن ذلك.:

ا_قصة (حائرون) للقاص  عبد الحق فاضل ترد لفظة المدرسة وعدم الذهاب لها فهي تنظر إلى عصمة المرأة، وضرورة التحشم، والجهل بشؤون الدنيا. (3)

ب_قصة الطالبة فاطمة العراقية  من مجموعة قصص(عذارى بابل) تأليف عبد الرزاق الطاهر حيث تجعل الطالبة العراقية رمزا للعراق ومستقبلها رمزا للقوى التي تعاورته، ويشير. د. عبد الإله احمد (إنّ القصة تخلو من الجانب التربوي المدرسي بإستخدام المركز العام لغاية سياسية (4)

ت_قصة (الصرخة) للقاص محمد خضير نجد لفظة مدرسة في قوله تشير إلى وجود (مدارس) دون الدخول إلى عالمها وما تخفية من مكتبة مدرسية او عدم وجودها(5).

ث_قصة (الغناء) للقاصة سميرة المانع تتناول فيها مُدرّسة الرسم في مادة الفن، وينتهي الحدث بنفس مُدرّسة المادة(6).

ج_قصة(الولد الذي لا يُحبّ  المطالعة)  للقاص السوري فاضل السباعي، تنظر القصة إلى دخول الأنترنت، وسوء إستخدامه من خلال الولد وسرعة هروبه من البيت حتّى لا يمسك  ايَّ كتاب مدرسي او أدبي ويصل به الحدَّ إلى النفور  من المكتبة التي في مدرسته(7)وكذلك في مجموعة القاص السوري  ياسين رفاعية(8) ترد المدرسة كمفهوم عام.

نستنتج مما ورد من الأمثلة القصصية إنَّ المكتبة المدرسية لم ترد في تلك النتاجات كفاعل في عنصر من عناصر القصة وهو المكان، وهذا مؤشر على ضعف التواصل بين الأدب، والمكتبة المدرسية؛ وقد استمرّ ذلك لغاية الثمانينيات وما بعدها حيث اصبح الأدب شموليا نتيجة الحروب، والحصار؛ وقد اثَّر  على إنتاج الادباء في قبول ذلك في النمط التالي من الأدب القائم على المدح والثناء لرمز النظام سواء كان شعرا ام نثرا.

الهوامش

_1الادب القصصي في العراق:تأليف. د.  عبد الإله احمد ج/١ سلسلة دراسات _١٩٧٧/الجمهورية العراقية_بغداد/ص٣٤.

_2الادب القصصي  في العراق. د. عبد الإله احمد /ص٣٣٥.

_3نفس المصدر ص/٣٥٥ ج/١

_4نفس المصدر/ص١٢٩/ج١

5قصاصون من العراق :تأليف سليم عبد القادر السامرائي _ دار الحرية للطباعة والنشر بغداد_١٩٧٧

_6الغناء مجموعة قصص للقاصة سميرة المانع_سلسلة القصة ١٩٧٦.

7 مجلة الفيصل السعودية العدد/٢٣٥ تموز ٢٠٠٤

_8 قصص العصافيرللقاص السوري ياسين رفاعية ط/١ بيروت/ ١٩٧٤/ص٢٧


مشاهدات 61
الكاتب علي إبراهيم
أضيف 2025/07/15 - 3:16 PM
آخر تحديث 2025/07/16 - 4:03 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 157 الشهر 9913 الكلي 11163525
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير