الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في ذكرى رحيل الوائلي .. (الزمان) ترصد مقتنيات نادرة تخلّد مسيرته الفذّة

بواسطة azzaman

متحف عميد المنبر الحسيني بالكاظمية إرث ثقافي ونهج علمي

في ذكرى رحيل الوائلي .. (الزمان) ترصد مقتنيات نادرة تخلّد مسيرته الفذّة

 

بغداد - ابتهال العربي

في أيام محرم الحرام، ومع حلول ذكرى رحيل عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (رحمه الله) في الرابع عشر من تموز. تستعيد المنابر والقلوب مسيرة رجل وعلّامة أحدث نقلة نوعية في الخطاب الديني والفكر الحسيني، جامعاً بين المنهج العلمي العميق وروح المنبر الإيماني المؤثر. وفي ظل توجيهات المرجعية العليا بضرورة تدريس الخطابة الحسينية وفق منهجه القائم على العلم ونبذ الخرافة، يبرز متحف الشيخ الوائلي في مدينة الكاظمية شاهداً حياً على هذه المسيرة العلمية والمنبرية الفذة، ليستلهم منه الخطباء والمهتمون أصول خطاب ينير العقول ويزكّي النفوس.

شاهد حي

ويعد متحف الشيخ الوائلي في مدينة الكاظمية شاهداً حياً على مسيرة علمية ومنبرية ثرية، يزوره المحبون والمهتمون من طلبة العلم والشريعة الإسلامية. ويوثق المتحف ملامح شخصية الوائلي الفكرية والمنبرية، بعرض أبرز مقتنياته ومحطاته. واطلعت (الزمان) على تفاصيل خاصة بالمتحف أبرزها تأسيسه ونوعية مقتنياته واعداد الزوار الوافدين اليه.

وذكرت مديرة المنتديات الثقافية في امانة بغداد، خـــــولة موسى، لـ (الزمان) امس ان (متحف ومركز الشيخ الوائلي رحمه الله في الكاظمية، يعد أحد أبرز المشاريع الثقافية التي ترعاها أمانة بغداد، فقد تم إستملاك البيت من اسرة الشيخ الوائلي عام 2014)، مشيرة إلى (صيانته وتطويره ليكون متحفاً ومركزاً ثقافياً)، واوضحت موسى ان (المتحف افتتح رسمياً برعاية وحضور رئيس الوزراء، وامين بغداد في حزيران من العام الماضي)، مبينة ان (الهدف الرئيسي من إنشائه هو الحفاظ على إرث الشيخ الوائلي المنبري والفكري، وتعريف الأجيال الجديدة بمسيرته الرائدة في الخطابة والدعوة والفكر الإسلامي المعاصر، فضلاً عن تحويله إلى منصة تعليمية وتوعوية للخطباء وطلبة العلوم الدينية).

وبشأن سؤال (الزمان) عن أبرز المقتنيات التي يضمها المتحف قالت موسى ان (المتحف يتضمن مجموعة مميزة من المقتنيات الشخصية والوثائقية، منها عمامته، جبته، مجموعة ملابس، مسبحته، خاتمه وعدد من الاحجار الكريمة والاجهزة، مكتبة خاصة تحتوي على مؤلفاته وبعض الكتب النادرة، صور نادرة ومخطوطات بخط يده، تسجيلات صوتية ومرئية لمحاضراته في محافل مختلفة، شهاداته الاكاديمية والملف الامني لملاحقات النظام البائد، قطع أثاث أصلية من بيته ومكتبته الخاصة)، لافتة الى ان (تلك المقتنيات جُمعت بتعاون مشترك بين أمانة بغداد وعائلته الكريمة، الذين أبدوا تعاوناً عالياً، وقدموا العديد من المواد الأصلية،  كما ساهم عدد من تلاميذه ومحبيه في توفير تسجيلات ومحاضرات ومخطوطات، الأمر الذي أسهم في إثراء المتحف بمحتوى نوعي يعكس مسيرته المتكاملة)، بحسب تعبيرها، وتابعت ان (المتحف يتألف من عدة أقسام رئيسة، تشمل قاعات للمقتنيات الشخصية، والمكتبة، والمحاضرات)، منوهة الى ان (قاعة المحضرات تحتوي على شاشات حديثة ومكبرات صوت، تتيح للزائرين الاطلاع على تاريخ حياة الفقيد)، ومضت الى القول ان (المركز الثقافي في الطابق الثاني يضم القاعة التوثيقية المرئية التي تعرض مقاطع فيديو لخطبه ومشاركاته في المؤتمرات والندوات)، مؤكدة ان (ادارة المتحف تحرص على الحفاظ على محتويات المتحف وصيانتها لتبقى صالحة للأجيال القادمة، عبر التعاون مع جهات داعمة، منها منظمة اليونسكو، بالعمل المشترك مع قطاع الاعلام والاتصالات لارشفة ورقمنة عدد من الوثائق والصور والمحاضرات، لتسهيل الوصول إليها دون تعريض النسخ الأصلية للتلف)، واشارت موسى الى ان (المتحف يستقبل الزوار والباحثين يومياً، وكذلك طلبة المدارس والجامعات والحوزة، والوفود الثقافية والإعلامية، كما سجّل المتحف منذ افتتاحه إقبالاً متزايداً، لاسيما خلال المناسبات الدينية أو الفعاليات التي تقام في مدينة الكاظمية)، على حد قولها.

وبخصوص تساؤل (الزمان) عن تنظيم ادارة المتحف نشاطات تعليمية أو برامج توعوية للزائرين والخطباء الجدد، اجابت موسى انه (تنظم ورش تدريبية للخطباء الشباب مستلهمة من اسلوب الشيخ الوائلي، الى جانب جلسات حوارية ومحاضرات حول الخطابة المنبرية، البلاغة، وأخلاقيات الخطاب الديني، فضلاً عن زيارات توجيهية لطلبة الحوزة والجامعات).

شعور بالانبهار

وختمت حديثها بالقول انه (الزائرين يشعرون بالانبهار عند مشاهدة مقتنيات الشيخ الوائلي عن قرب، ويعبرون عن تأثرهم العميق بشخصيته، وعمق فكره، وسعة علمه، ويبدون مدى إعجابهم بتوازنه بين الحداثة والأصالة، فيما يرى طلبة الحوزة في المتحف مرجعاً حياً لتاريخ الخطابة وأسلوبها الرصين)، وترى موسى ان (هناك خطوات مستقبلية ضمن خطط لتطوير المتحف، منها إنشاء أرشيف رقمي تفاعلي يمكن تصفحه عبر الإنترنت، إطلاق برنامج تدريب مستدام للخطباء والمهتمين بالإلقاء، تطوير مرافق عرض حديثة تدمج بين المتحف والتقنيات الذكية، التعاون مع جامعات ومؤسسات بحثية لإقامة مؤتمرات ومنتديات منبرية دورية، فتح أبواب المتحف أمام برامج إعلامية وتوثيقية تساهم في نشر فكر الشيخ الوائلي عربياً وعالمياً).

يذكر انه (صدر توجيهاً من المرجع الاعلى السيد السيستاني، لمدير قسم تدريس الخطابة في العتبة الحسينية، عبد الصاحب الطائي، ان تكون الدراسة وفق منهج الشيخ الوائلي باعتماد منهج علمي بعيداً عن الخرافات).

وتعد مسيرة الوائلي حافلة بالعلم والمعرفة وصفت بالفذة والغنية، وامتدت لعقود من البحث والتدريس والخطابة، تميّز خلالها بمنهجه العقلاني وأسلوبه المنبري المعتدل الذي جمع بين البيان المؤثر والفكر العميق، فقد خطّ الشيخ مسيرة علمية وفكرية فريدة من نوعها، جمع فيها بين علوم الحوزة والجامعة، ومثّل بصوته المنبري العميق وأطروحاته التجديدية نقلة نوعية في الخطاب الحسيني، حتى غدا مدرسة قائمة بذاتها يتخرج منها الخطباء والمفكرون، فمسيرته الغنية حفلت بالمحاضرات والدراسات القرآنية، والبحوث الأدبية واللغوية، فضلًا عن خطبه التي تركت أثـــــراً خالداً في قلــوب مستمعيه.

 

 


مشاهدات 84
أضيف 2025/07/15 - 3:12 PM
آخر تحديث 2025/07/16 - 4:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 157 الشهر 9913 الكلي 11163525
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير