ماذا يمثل الحسين لك؟

رشيد العجيل

عندما يُطرح هذا السؤال تختلف الإجابات باختلاف الزمان والمكان لكن تبقى الحقيقة واحدة: الامام الحسين عليه السلام ليس مجرد شخصية تاريخية مرت بموقعة وانتهت بل هو رمز خالد يتجدد في كل زمان وهو منهج لكل إنسان حر بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو قوميته وحتى اتجاهاته الفكرية.

الحسين يمثل الصوت الذي يقول “لا” حين يصمت الجميع والذي يدفعك لأن تكون مع الحق ضد الباطل والانحراف حتى وإن كنت وحيداً.

للبعض، الحسين يمثل تاريخاً حزيناً ومؤلماً ، لكنه في الحقيقة يمثل رسالة إصلاح الإنسان والمجتمع والسلطة.

الحسين يمثل الإنسان الكامل، الذي يقدم كل شيء في سبيل قضية عادلة. هو صرخة في وجه كل دكتاتور وكل نظام فاسد. هو رمز للوحدة وليس للفرقة لأنه مدرسة تتجاوز المذاهب وتحتضن كل الأحرار في العالم.

الحسين، ببساطة يمثل السؤال الصعب الذي على كل إنسان أن يطرحه على نفسه:  «في أي معسكر أنا؟» مع الحق أم مع الباطل؟ مع الكرامة أم مع الخنوع؟

الحسين لم يكن يبحث عن نصر عسكري بل عن انتصار أخلاقي يُلهم ذاكرة الأجيال. ولهذا، ما زال حياً في القلوب والعقول وما زالت كربلاء تتكرر في كل مكان يُظلم ويُقتل فيه الناس فالخلود لايكون في الاجساد لكن الخلود الحقيقي هو استمرار الرسالات والمنهج.