أيَّامُ المِلْحِ وَالماء

بيروت - وجدان شبارو

"أيَّامُ المِلْحِ وَالماء" رواية تنتمي إلى الأدب الدرامي، تعكس من خلالها الكاتبة المبدعة زينة أحمد نتائج التحولات السياسيّة والاجتماعيّة المعاصرة على الأسرة العربية ومستقبل الأبناء في بلدان الربيع العربي، فتتناول قضايا اجتماعيّة قاسية منها الأوبئة، ووطأة الغربة، والطفولة المفتقدة في زمن ضائع بين الحرب والسلم.

هذه المعالم تتوضح في الرواية من خلال مشاهد دراميّة حقيقيّة وواقعيّة، يكون البحر فيها جزءاً أساسياً في حياة أبطال الرواية، حيث يشكِّل عبوره خشبة خلاص بالنسبة إليهم، هكذا ظنوا قبل أن يفاجئهم الواقع بما هو أشد وأقسى من البقاء في الأرض، ولعلّ هذا ما يفسر المسحة الحزينة التي تَسِمُ الحكايات الأربع التي تسردها الرواية.

تتألف الرواية من أربع حكايات عُنونت بأسماء شخصياتها، وبقراءة متأنية نجدهم "أبطالاً صغاراً" لم يتجاوز أحدهم سن البلوغ، ولكن قسوة الحياة جعلت منهم "أبطالاً كباراً"، لم يختاروا حيواتهم وإنما الحياة هي مَن اختارتهم لتمتحنهم وأسرهم وترسم لهم مصائرهم داخل وخارج حدود وطنهم الأم. وهم: "صفي الدين" بائع الورد الذي اكتشف شغفه بالكتابة فحلّق في عالمها بعيداً عن واقعه ونجح فيها. "كرم" الذي عاش في زمن الوباء وفقد والديه فعاش يتيماً واضطر إلى العمل في الطوب، ومتجر العطور وغيرها من أعمال شاقة يواجه بها الحياة كي يستمر. "ليال" التي عندما قال لها والداها "سنرحل" ظنت أنها ستذهب في سفينة كحكايات السندباد الذي يجوب البحار بسفينته العجيبة، لتجد نفسها وعائلتها في واحد من قوارب الموت، ولتنتهي بها الرحلة على شاطئ بعيد تسأل البحر عن عائلتها إن كانوا أحياء أم أموات؟ و"راوية" التي هاجرت وأهلها إلى تركيا طلباً للعمل بعد أن ضاقت بهم الحال في بلدهم، فحاولت مساعدة عائلتها بالعمل في ورشة للخياطة، قبل أن تُطرد لأنهم وجدوها "مختلفة" وليست "مواطنة".

"أيَّامُ المِلْحِ وَالماء" رواية عصيّة على التصنيف تكتب نفسها بنفسها، واقعية نابعة من القلب، نقرأُها كنوعٍ من سعي الذات إلى تثبيت ذاكرة لوجودها الحسّي المتعدد، في عالم أصبح يتهدده الفناء في أيّ لحظة.           

تأليف: زينة أحمد

الفئة: رواية

المقاس: 14.5 × 21.5 سنتم

عدد الصفحات: 280

الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون