الحرب الموعودة.. صراع الإرادات أم أحلام النفوذ ؟
عدنان عودة الطائي
هناك حقيقة لابد من معرفتها وهي من قواعد الجيوبولتيك ان كل دولة في العالم تولد وتوجد وتمر بمرحلة الشباب والقوة لتمر بظروف عصيبة من اجل الاستمرار والبقاء ثم السكون عن العطاء لتبدا مرحلة الوهن والضعف ثم التمزق لأسباب عديدة قد تكون داخلية او خارجية حربا او احتلال او غيرها.. ماتم به المنطقة هو وصولها لخط الارتطام بين قوى منافسة على الأرض والمصالح...
ايران تريد مجالا حيويا بعيد عن أرضها يكون ساحة منازلة مع أية قوة اخرى منافسة لتقليل خسائر ها على حساب دول المنطقة مستفيدة من تعاطف شعوب المنطقة مع عقيدتها الاسلامية اولا و نهجها الثوري ثانيا ومقاتلة قوى الاستعمار العالمي ومثله هنا امريكا... وهي في حقيقة الأمر تريد إثبات هويتها التاريخية التي انتزعت منها بعد احتلال بريطانيا وروسيا لها اوخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وتقيم دورها بعد تنصيب رضا شاه ملكا عليها 1925 والحضارية وهي امبراطورية فارس وكوروش وكسرى التي وصلت المدائن في العراق والهند شرقا حيث الامجاد الضاربة بالاسماء اللامعة والمناطق المهمة ومنذ 5000 الاف سنة... وبعد نشوة قوتها واتساع مناطق نفوذها من باكستان شرقا حتى البحر الأحمر غربا وامتلاكها السلاح المتطور ومرورها بتجارب الحروب خصوصا الحرب العراقية الإيرانية التي تسميها الدفاع المقدس وتنامي اقتصادها وعلومها والإيمان بعقيدتها الثورية وغيرها من معطيات
اما إسرائيل التي قامت في المنطقة 1948 وهي حديثة العهد على اساس القوة الغاشمة وعلى جماجم شعوبها وعمالة حكامها..مستغلة تعاطف العالم معها بعد متجرتها بارثها الديني في أرض فلسطين كحقوق تاريخية...
هوية دينية
وبعد الاعتماد على هويتها الدينية وراس مالها العالمي المتحكم باقتصاد العالم الغربي وتطورها العسكري خصوصا الصناعات الحربية المتطورة جدا وبالذات النظام الإلكتروني الذي يسير حروبها وصراعاتها.. وكذلك نهجها الديمقراطي في الحكم وهذا من اهم عوامل استمراريتها وبقائها..
كذلك الاستفادة من تجارب حروبها خصوصا حرب حزيران 67 وحرب تشرين 73 وحرب لبنان 82
وتعاطف دول الغرب خصوصا بريطانيا التي شرعت تأسيسها دولة عبو وعد بلفور 1916 وامريكا التي دخلت شريكا لها في حروب كثيرة كما تدخل اليوم...
وهناك اهم عامل خدم إسرائيل كثيرا الا وهو سكوت و وخضوع وخنوع بعض من حكام المنطقة بل الوقوف معها لتحقيق أهدافها في عملية تخادم من اجل الاستمرار في الحكم وهذا ماتبين واقعا...
وهنا ومن خلال النظر لخريطة منطقة النزاع ومعرفة حجم كل دولة ومجالها الحيوي الذي طرحه ماكندر ونظرية قلب العالم و بقه هتلر في الحرب العالمية الثانية...
نرى كل طرف يريد تطبيقها على حساب دول المنطقة وهناك دولا تضررت وسوف تتضرر اقتصاديا ام عسكريا وحتى سياسيا واولها العراق... حيث اصبح ممرا للصواريخ بعيدة المدى وفضائه منتهكا لعبو الطائرات فضلا عن مايتلقاه من ضربات مباشرة...
عموما الحرب ستستمر حتى إجبار ايران للرصوخ لأبطال برنامجها النووي والعدول عن الانتاج...
وتحجيم مناطق نفوذها في اليمن والعراق كما حصل في لبنان وسوريا بعد إسقاط الاسد
طبعا الحرب لم تقم بدون اسباب واهم أسبابها هي
تخوف دول الخليج من الاسلحة النووية ان امتلكها ايران وهذا يمثل تهديد مباشر لها والأنظمة الحكم فيها لذا صرفت مئات المليارات من الدولارات للبدء الحرب وشنها والتي قدمت لترامب في زيارته الاخيرة لدول الخليج... والسبب الاخر تنامي قوة ايران وسلب ريادة المنطقة من السعودية بعد انكفاء دور العراق بعد دخول الكويت. .
كذلك انتهاء دور السعودية لصالح ايران بقيادة العالم الإسلامي وهذه المرة تغيير في مذهب القيادة وهذا مالاتطيقه دول المنطقة خصوصا السعودية
وهناك صراع النفوذ على مياه الخليج العربي وحتى الاختلاف على تسميته التي ماكانت سبب لمشاكل متكررة، فضلا عن العداء التاريخي الذي تنظر له ايران ودول المنطقة من ان هناك فارق حضاري كبير بين العرب والفرس لصالح الفرس...
ثلاثة اتجاهات
وفي العراق ينظر الشعب العراقي لهذه الحرب من ثلاثة اتجاهات
الاول مع ايران في حقها المشروع بامتلاك السلاح النووي كبقية دول العالم بل يقف معها وان تطلب الأمر يقاتل معها تحت تأثر العامل الديني وتحديدا المذهبي الى جانب كونها دولة ضد الطغيان الاستعمار
اما الاتجاه الثاني فيضع مصلحة العراق اولا لايريد الدخول في هذه المعمعة ولاي طرف ويقف على التلة مراقب شامتا لما يحصل وينظر للطرفين من كونهما لهما دور في اراقة دماء العراقيين في أكثر من مناسبة
واتجاه ثالث حانق على ايران يريد تدميرها لأنها سبب
بلاء العراق وخلاص العراق من التخلص من ايران
بقي ان نعرف ميزان القوة لمن في هذه الحرب.
ايران
المساحة 1648195 كم مربع وهي اكبر من إسرائيل 60 مرة ويزيد
عدد السكان 90 مليون نسمة وهو اكثر من سكان إسرائيل 9 مرات
الدخل القومي 434 مليار دولار سنويا
القوى العسكرية 2 مليون مقاتل مع الحرس
إسرائيل
المساحة 20770 كم
السكان 10 مليون ضمنهم العرب الفلسطيني ن 4 مليون
الدخل القومي 521 مليار دولار
القوى العسكرية 170 الف و465 الف احتياط
(اللهم احم عراقنا واحفظ شعبنا. من هذه الكارثة)