وجوهٌ بلا صلاة

مهدي سهم الربيعي

 

مقدّمة موجزة واجبة للنص:

في زمنٍ تتشابهُ فيه الأقنعةُ والصلواتُ،

ويُغتَصَبُ النقاءُ باسمِ الطهر،

يبقى الوعيُ فعلَ تمرّدٍ صامتٍ على الزيف.

النص :

وهمُ الغفلةِ يغتالني،

لستُ سوى خطّاءٍ،

الذينَ من حولي

ليسوا ملائكةً،

هم ذاتُهم…

أولئك الزائرون،

شياطينُ حُلمي المفزع.

يمسحونَ وجوهَهم بالمكر،

ويُصلّونَ في محرابِ الخديعة،

يتلونَ أسماءَ اللهِ

بألسنةٍ من دخانٍ ورياءٍ،

يرقصونَ على رمادِ النقاء،

ويزعمونَ الطهرَ،

يحملونَ في جيوبِهم

صكوكَ الغفرانِ المزوّرة.

أمّا أنا…

فما عدتُ أُميّزُ وجهي

من مرايا الزيف،

ولا حلمي من كوابيسِهم،

كلّما حاولتُ النجاةَ

امتدّتْ منّي يدُ التيهِ

تجرُّني إلى ذاتِ الحفرة.

أُطفئُ نبضي كي أرى بوضوحٍ أكثر،

فالعتمةُ أصدقُ من وجوهِهم،

وأقربُ إلى اللهِ من صلواتِهم.

تعبتُ من التبريرِ للخذلان،

ومن دفنِ قلبي في مقابرِ الصبر،

يا ليتني لم أستيقظْ من حلمي،

يا ليتَ الغفلةَ ظلّت،

وما انكشفتِ الوجوهُ…

لكنّي اليومَ أراهم عُراةً،

تسقطُ عنهم أقنعتُهم

مع أوّلِ صرخةِ وعي،

لن أكونَ طُهرَهم الزائفَ،

ولا كبشَ فدائِهم الأبديّ.

سأكسرُ صورَهم العالقةَ

في ذاكرتي العذراء،

أدقُّ ضميري مسمارًا على ظهرِ الريح،

كي يعرفوا أنّي ما كنتُ خطأً…

بل يقينًا خرجَ من رمادِهم.

***************************