قمة بغداد.. قراءة وتحقيق

عبد الكريم احمد الزيدي

إحتضنت بغداد القمة العربية بدورتها 34 والعالم العربي يواجه تحديات مصيرية في أكثر من محور كما هو معتاد في القمم العربية السابقة والتي كانت لتنعقد لتحدي صفحة نوعية في مجال بعينه ولمحاولة إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة وتسوية هذا التحدي .. وما يشهده العالم العربي في هذه القمة حالة استثنائية كانت قراءة بغداد فيها صائبة وثاقبة نجدها واضحة جلية في معاني شعارها  « حوار تضامن وتنمية « فهي لن تكون قمة سياسية بذاتها تنال نظرة قاصرة في التنظير والمحاورة والجدل السياسي في ما تعيشه بلدان المنطقة من توتر وحروب واختلاف وتنازع ، بل هي قمة تنموية ونظرة هادفة اشار فيها رئيس الجلسة ممثلا للحكومة العراقية بإطلاق 18 مبادرة هي بمثابة خارطة طَريق لتحقيق الأمن الغذائي والأمني والمائي والبيئة وإنشاء صندوق تنموي اقتصادي اجتماعي تقف لمواجهة التحديات العالمية المستجدة غير مسبوقة والتغيرات الاقتصادية التي تتطلب المصلحة العربية للتكامل في الأمن الغذائي وإنشاء َمجلس اقتصادي في الجامعة العربية وريادة تكنلوجية للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي في مجالات التنمية والاقتصاد والامن الغذائي والطاقة والأمن المائي وباقي تحديات الأمن التجاري والبناء والتنمية ..

وبرغم كل تحديات الحرب في فلسطين ومحاولات الكيان الصهيوني لإجهاض السلم العربي وزرع فتيل النار والإبادة والتهجير والظلم لشعبنا الفلسطيني، وبرغم تواضع التمثيل الدبلوماسي والحضور الرئاسي لقادة الدول العربية الا ان احتضان القمة ورعايتها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي يبقى الحضور العربي والإسلامي حاضرا ومؤثرا فاعلاً كما أرادت له بغداد وتمثيلاً لإرادتها في تحقيق شعار الحوار والتضامن والتنمية وتحدياً لمضامين مبادرة العهد الإصلاحي العربي القادم ومهداً للتعاون العربي والتكامل الأمني والاقتصادي والاجتماعي والتعامل مع مختلف التحديات..