قمة بغداد العربية 2025
ياسر السعبري
تستعد العاصمة العراقية بغداد لاستضافة القمة العربية في 17 أيار/مايو 2025، في حدث سياسي ودبلوماسي كبير يعكس عودة العراق إلى قلب المشهد العربي. وتُعد هذه القمة لحظة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك، وفرصة حقيقية لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وتحقيق تعاون اقتصادي وأمني يعود بالنفع على شعوب المنطقة.
رمزية انعقاد القمة في بغداد
يمثل اختيار بغداد لاحتضان القمة العربية خطوة مهمة تؤكد ثقة الدول العربية في استقرار العراق وقدرته على لعب دور قيادي في الساحة الإقليمية. فبعد سنوات من التحديات الأمنية والسياسية، يعود العراق ليكون مركزًا للحوار العربي، وبيئة حاضنة للتقارب العربي–العربي، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في الأداء الدبلوماسي والسياسي للحكومة العراقية.
الإيجابيات المتوقعة للعراق
1. تعزيز الدور الإقليمي للعراق
القمة تمثل فرصة تاريخية لإبراز العراق كدولة ذات ثقل سياسي، قادرة على جمع الفرقاء العرب والتقريب بين وجهات النظر المتباينة.
2. جذب الاستثمارات العربية
من المنتظر أن تطرح الحكومة العراقية مشاريع استراتيجية كبرى خلال القمة، خاصة في قطاعات الطاقة، البنية التحتية، والنقل، وهو ما سيشجع الدول الخليجية على الاستثمار في العراق، ويخلق فرص عمل جديدة.
3. دعم سياسي وأمني
عبر تفعيل المبادرات الأمنية المشتركة، يمكن للعراق أن يحصل على دعم أكبر في مواجهة التحديات الأمنية، لا سيما مكافحة الإرهاب وضبط الحدود.
الإيجابيات المتوقعة للمنطقة
1. تعزيز وحدة الصف العربي
من المنتظر أن تسهم القمة في تقليل التوترات العربية – العربية، وتعزيز المواقف الموحدة بشأن قضايا محورية مثل القضية الفلسطينية، والأزمات في اليمن وسوريا والسودان.
2. تفعيل مشاريع التكامل الاقتصادي
ستُطرح خلال القمة ملفات التكامل الاقتصادي العربي، ومنها الربط الكهربائي، وإنشاء مناطق تجارة حرة، وخطط الأمن الغذائي الجماعي.
3. مواجهة التحديات العالمية بتنسيق جماعي
في ظل التحديات العالمية مثل التغير المناخي وأزمة الطاقة، تمثل القمة فرصة لتوحيد الموقف العربي في المحافل الدولية.
تحديات ما بعد القمة
رغم الأجواء الإيجابية المرتقبة، تبقى هناك تحديات تتعلق بمدى التزام الدول بتنفيذ ما يُتفق عليه. فالقمم العربية غالبًا ما تصطدم بالعقبات السياسية أو الخلافات الداخلية، وهو ما يتطلب من العراق قيادة متابعة حقيقية لما يُقرر في بغداد.
خاتمة
إن قمة بغداد 2025 ليست مجرد اجتماع رسمي، بل هي رسالة مفادها أن العراق عاد بقوة إلى مكانته الطبيعية، وأن العالم العربي أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب أولوياته، وتجاوز انقساماته، والعمل المشترك من أجل التنمية والسلام. ولعلّ هذه القمة تكون بداية مرحلة جديدة من الوحدة والازدهار في المنطقة.
alsaebari@gmail.com