الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماذا بعد قمة ترامب في الخليج العربي ؟

بواسطة azzaman

ماذا بعد قمة ترامب في الخليج العربي ؟

عبد الجبار الجبوري

 

كان الإستقبال الأسطوري الرسمي والشعبي، للرئيس الامريكي ترمب في دول الخليج العربي ، وخاصة في المملكة العربية السعودية،قد أحدثت زلزالاً ودوياً هائلاً في العالم ،سياسياً وإعلامياً، بكل تفاصيله،وكان ردة فعل الرئيس ترمب واضحة، وكان في منتهى الفرح، فوصف ولي العهد السعودي ب(الرجل العظيم)،وقال (إن السعودية حليف إستراتيجي لأمريكا منذ ثمانين سنة) ،وان (أمن السعودية من أمن أمريكا)، وإستقبل بعدها الرئيس السوري أحمد الشرع وسط ذهول العالم كله،وأعلن قبلها برفع الحصارعن سوريا،بطلب من ولي العهد السعودي،وهذه رسالة واضحة للعالم وللمنطقة، أن مشروع ترمب لشرق أوسط الجديد قد بدأ الآن،ثم يصرّح الرئيس ترمب ،ومن موقع القوة ويقول( نؤمن بالسلام عبرالقوة ، ونملك القوة لفرض السلام)(وإن العالم سيكون افضل بعد أسابيع قليلة)،إذن زيارة ترمب التأريخية للمنطقة، ستكون فاتحة عصر أمريكي جديد بكل تأكيد،عصر إنتهاء الهيمنة والنفوذ الايراني والروسي على الشرق الأوسط،لهذا أرسل ترمب رسالة أخيرة للنظام الايراني،وهي غصن زيتون، ومع الغصن ورقة تهديد ، فإمّا  القبول بالشروط الامريكية وإنجاح المفاوضات، وإنهاء وتفكيك البرنامج النووي، وإمّا ضربة قاصمة لتدمير البرنامج،وكان الرئيس ترمب صريحاً جداً ،وواضحاً ومباشراً،حيث قال (أن جميع دول المنطقة والخليج العربي،تريد ضرب وقصف إيران، ما عدا قطر)،ثم أكد على عروبة الخليج ،مؤكداً أن الخليج عربي وليس فارسياً، وهذه إشارة ورسالة لإيران لما سيحصل مستقبلاً في المنطقة،وإستلمت الرسالة فوراً طهران، رافضة على لسان وزير خارجيتها التسّمية ،قائلا( سيبقى الخليج فارسياً)،وعبّر ترمب عن سعادته بجهوزية الجيش الامريكي ،ومن داخل قاعدة العديديد في قطر( أن اي اعتداء على حلفائنا في الخليج سنرد وبقوة عليه) ،(وان الجيش الامريكي هو الاقوى في العالم ).

إتفاياقيات إقتصادية

وفيما يخص العراق، قال كلاماً قاسياً، يؤكد نظرته لحكومات بغداد بعد الاحتلال، واصفاً إياها، بأنها مع حكومة كابل ،بأنها (فشلتا في الإعمار رغم صرف المليارات بسبب الفساد)،وأن (ملف العراق لم يفتح بعد، وسيفتح بعد عودتي لواشنطن)،وأن ولادة شرق أوسط جديد قد بدأ الآن،وهكذا وقع الرئيس عقوداً وإتفاياقيات إقتصادية كبرى وإستثنائية مع دول الخليج، تعزز مكانة وقوة الاقتصاد الأمريكي، وتوثّق العلاقة الاقتصادية والسياسية بين إدارة ترمب ودول الخليج، وهي إتفاقيات تحتاجها دول الخليج في الطائرات والاسلحة والتكنولوجيا والطائرات العسكرية والمدنية،وهي عملية تجارية صرف وطبيعية ،يحتاجها الطرفان ،وليست ابتزاز كما يسميها منتقدو زيارة ترمب،ثم أعلن ترمب في لقاءاته عن تفاؤله في نجاح إيقاف حربي الهند وباكستان ، وروسيا وأوكرانيا(وأبدى إستعداده لحضور لقاء الخميس ،بين بوتين وزيلينيسكي في انقرة)، وأثنى على إعلان حزب العمال الكردستاني التركي، بإلقاء سلاحه وتوقيع إتفاقية سلام، ودعا سوريا وفصائلها ومعارضتها في الداخل ،الى انهاء الحرب وإعمار سوريا،لكن الرئيس ترمب وطوال فترة تواجده في دول الخليج، لم يذكرأي إشارة عن الفصائل الولائية لإيران في العراق ،سوى أنه هدّد أنصار الحوثي بقصفهم مجدداً، اذا ضربوا أي هدف أمريكي في باب المندب وغيره،ويبدو أن ترمب ،أجّل الحديث عن العراق وفصائله وحشده الشعبي وحكومته، لحين عودته وكما وعد بأنه (سيفتح ملف العراق لاحقاً). إذن زيارة الرئيس ترمب للمنطقة، قد حققت أهدافها،في رسم صورة جديدة للشرق الاوسط، ليس فيها أنظمة شريرة،خارج عن عباءة أمريكا، وليس فيها حروب عبثية، وفرض السلام ،ولو بالقوة كما اعلن ،وهي إشارة واضحة على مواجهة إيران عسكرياً،إن لم توقع إتفاق نووي جديد، يبعد المنطقة عن الهيمنة، والحروب والتفرّد بموارد المنطقة، وتهديد العالم،إن زيارة الرئيس ترمب للمنطقة،ليست كما قبلها، وضع سياسكس بيكو جديد، بالطريقة الامريكية، وعلى مقاس ترمب وحده،ولكن الزيارة لم ترق لطرفين في المنطقة، الطرف الأول إسرائيل، حيث لاقت الزيارة إنتقادات حكومية،وشعبية ،خاصة بعد حالة البرود بين ترمب – نتنياهو،والطرف الآخر هو إيران وأتباعها، التي طار صوابها من الزيارة، لأنها تعرف أن مصالحها الإستراتيجية مهددة بعد الزيارة، وأن هلالها الشيعي ،على وشك الأفول الى الأبد،وأن أتباعها وأذرعها وفصائلها على لائحة النهاية، كما حصل مع فصائل غزة والحوثي وحزب الله،وأن الشرق الأوسط الجديد ،الذي أعلن عنه ترمب، يؤكد لاجود لفصائل مسلحة و، ولا وجود لسلاح منفلت،ومنظمات خارج القانون في المنطقة، والدليل ماحصل في إعلان حزب البككا إلقاء سلاحه، وهو قرار تأريخي ، يضمن إحلال السلام في المنطقة،وهكذا فقرار إنهاء السلاح المنفلت في المنطقة، قد إتخذ أمريكيا وأوروبيا ولارجعة عنه،ونعتقد أن التفاؤل الكبير بالزيارة ،لا يقلل من شأنها، ولكننا هنا نحلل الاحداث، كما هي على الارض، وفي الواقع ،ولانريد أن نستبق الأحداث، فالكتاب يُقرأ من عنوانه كما يقال،فما بعد زيارة ترمب للمنطقة ، سنكون أمام خيارين، إما مواجهة أمريكا مع طهران وفصائلها،(إن فشلت المفاوضات بينهما).

تنفيذ شروط

حيث قال الرئيس ترمب( إن أمريكا لايمكنها أن تنتظر طويلاً)، وإما تنفيذ شروط ترمب في تفكيك برنامج إيران النووي،وتخفيض مستوى التخصيب الى ادنى مستوى، والسماح لمفتشي الطاقة الدولية،زيارة مفاعلات ايران النووية، العلنية والسرية ،والاشراف عليها من قبل المفتشين الامريكان وغيرهم كما حصل مع العراق، ونزع سلاح الفصائل الولائية، وحلّ ودمج الحشد الشعبي،وإما إعلان الحرب بينهما،وأنا أرجح الخيار الثاني، لأن العناد الإيراني معروف تأريخياً،وعنجهيتها وتضليلها الرأي العام، وتسويفها المفاوضات لكسب الوقت، هي عناوين إستراتيجيتها وسياستها منذ قرون، فلا نستبعد دخولها الحرب ،وإعتمادها على فصائلها للقتال بالانابة عنها وتقديمهم قرابين لنظامها، كما حصل في غــــــزة ولبنان واليمن وسوريا،تضحي بهم عند الضرورة القصوى،هذا هو المــــــشهد الســـــــــياسي والعسكري في الشرق الأوسط ،بعد زيارة الرئيس ترمب التأريخية للخليج العربي.

 

 


مشاهدات 24
الكاتب عبد الجبار الجبوري
أضيف 2025/05/17 - 3:25 PM
آخر تحديث 2025/05/18 - 10:20 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 544 الشهر 22508 الكلي 11016512
الوقت الآن
الأحد 2025/5/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير