ثرثرة فوق الشرق الأوسط الجديد
خالد محسن الروضان
خلاصة ما ذهب إليه ترامب منذ توليه مقاليد البيت الأبيض اعتمد نمط جديد في العلاقات الدولية واللغة الدبلوماسية التي تصادمت بل لعلها نسخت اتفاقية فيينا بخصوص العلاقات الدبلوماسية لعام 1961 والأعراف والتقاليد الدبلوماسية التي استقر عليها تواتر الاستعمال والتكرار بحيث أصبحت مقبولة ومتعارف عليها.
ترامب يرى: الحرب الاقتصادية هي السبب الفعال في التطور الاقتصادي وفي حركة التقدم الاقتصادي، لكن تلك الحرب لها تأثيراً سلبياً على علاقة واشنطن مع الدول الأوروبية وإحداث اختلافات في نمط العلاقات الدولية ناهيك عن انبهار القيم الأخلاقي التي كانت الدول الغربية وما يسمى بالعالم الحر اعتمدتها في صراعها مع الكتل الاشتراكية منذ الحرب العالمية الثانية في سبيل مستوى أنساني ارفع يقوم على المساواة والعدالة الاجتماعية.
مما سبق وما جرى بلقاء ترامب مع رئيس أوكرانيا، ونظرته لما يجري في حرب طاحنة تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وتدمير قطاع غزة وقتل المدنيين العزل أطفال وشيوخ ونساء، ترامب يرى تهجيرهم لمناطق في دول أخرى، وهو يتكفل بناء غزة لتكن رفيرة، وبهذا الرأي الساذج يريد أن يلغي تاريخ شعب فلسطين وحقه في إقامة دولته المستقلة.
كذلك في نظرته إلى قناة بنما وكندا والهجرة من المكسيك. يتبين لنا بأن قانون القوة هو السائد في العلاقات الدولية التي جاء بها ترامب رئيس اكبر واقوى دولة في العالم، وهذا الأمر يتطلب مراجعات ستراتيجية وجيو سياسية على صعيد العالم وانعكاساتها على صعيد منطقة الشرق الأوسط.
أطروحة ترامب لمشروع الشرق الأوسط الجديد تعتمد مقولة صداقة دائمة مع إسرائيل وعداوة دائمة لكل من يعادي إسرائيل ومصالح دائمة مع إسرائيل.
وهذا يذكرنا في مشهد من قصة ثرثرة فوق النيل للكاتب نجيب محفوظ حيث يدور حوار بين مجموعة تتعاطى الحشيش في العوامة، إذ يسأل أحدهم متى تحل مشكلة الشرق الأوسط ؟ ويجيب آخر وهو مسطور (شارب حشيش) عندما يأخذ الرئيس الأمريكي الحشيش وينسطر يحل مشكلة الشرق الأوسط.