الإكرامية وبئس الطلب
خليل ابراهيم العبيدي
سمعت احدهم وهو يروي لركاب باص النقل العام المتجه إلى الباب المعظم ، انه اصطحب زوجة ابنه لاحدى مستشفيات الولادة في بغداد ، وكانت تشكو من الم غريب لا يمت بصلة لحالات ما قبل الولادة ، وبعد الفحص السريري تبين أن الطفل كان متوفيا وهو في احشاء امه ، وبعد اتخاذ اجراءات التوليد ، وثبوت وفاة الطفل وهو الأول لابويه وجده ، عم الحزن المصحوب ببكاء الأم والجدة ، وفي طريق خروج العائلة المنكوبة بوليدها تبعتهم إحدى المعينات وهي تصرخ وتوجه السؤال إلى أفراد العائلة ،،، عيني وين الاكرامية ،،،، ما حصلنة شي منكم ،،، فرد رب الأسرة قائلا والله عال حتى في الموت صرنا نطالب بالاكرامية ، فتذكرت ماضينا وتساءلت مع نفسي ،،، اي تنكر هذا لعاداتنا وتقاليدنا لا بل لاخلاقنا ، نحو اي منحدر تدحرج مفهومنا للتكريم ، واي تكريم ذاك الذي يطلب بوقاحة من الآخرين ، حقا صرنا نستسيغ ما هو محرم ، ونحرم ما هو مستساغ ، بئس الطلب وبئست الاكرامية التي تطلب حتى في حالة الوفاة .