عبدالحليم والصدور
هند أحمد
كنت أتابع برنامجاً على إحدى الفضائيات العراقية، برنامجاً منوعاً بفقراته وكانت أهمها الدخول الى شقة عبدالحليم واللقاء مع احفاد اخته عالية وأخيه اسماعيل شبانة حيث تم إستعراض أهم المقتنيات من ملابس واثاث واوراق (السيناريوهات) لبعض أفلامه وملاحظاته بخط. يده عليها وبدلاته التي كان يرتديها في حفلاته على المسرح ومنها البدلة التي غنى فيها اغنية رسالة من تحت الماء كانت قد أهديت له رحمه الله من الملك الحسن فقد اوصى الملك حينذاك بأن لايرتدي مثلها غير عبدالحليم، وباقي البدلات التي شاهدناها في افلامه كلها موجودة ومحافظ عليها ، غنى حفيد اسماعيل شبانه اغنية اهواك بصوت شجي مشابه لصوت حليم وكذلك تحدث أقرباؤه المقربون عن ذكرياتهم مع حليم حين كانوا صغارا، وانا اتابع البرنامج سرحت بذكرياتي حين سمعت بوفاة حليم وكنت اتابع الاخبار من خلال الصحف والمجلات التي نشرت الخبر بعدها بيوم كانت هناك سفرة او رحلة نظمتها دائرة الاذاعة والتلفزيون ، وكنت حينها صغيرة وجديدة في العمل.
كانت السفرة الى منطقة الصدور السياحية (من المناطق الجميلة السياحية التي يرتادها العراقيون وتقع شمال شرقي بعقوبة مركز محافظة ديالى) في هذه الرحلة شارك اكثر. الموظفين والعاملين انذاك في الاذاعة والتلفزيون من مذيعين ومخرجين ومدراء اذاعة بغداد وصوت الجماهير للعلم لم استمتع بالرحلة برغم الجمع الجميل فقد كنت حزينة جداً لوفاة حليم جلست وحدي تاركة الماء والتمتع مع صفائه والسُّفرة الممتدة الطويلة وقد إمتلأت بما لذ وطاب من الاطباق المختلفة وانا منهمكة بقراءة الصحف التي احضرها المدراء وقد إمتلأت بأخبار وفاة حليم وكنت ابكي (يا لها من رحلة) وكانت صديقتي رحمها الله المخرجة ابتسام تواسيني وتدعوني الى التجوال والتمتع بالرحلة (لكن هيهات وعبدالحليم قد مات) وللعلم كانت هذه السفرة اول وآخر سفرة تنظمها الدائرة (شلون حظ) والشيء الجميل فقط كان التعرف واللقاء الاول مع زوجي…نقلني هذا البرنامج الى ذكريات حقيقة لا تُنسى وقد كان شريطاً سينمائياً يدور في عقلي وذاكرتي…
تذكرت بداياتي ومشواري الإعلامي في تقديم البرامج وتذكرت بعض الأصدقاء الذين رحلوا عن عالمنا تذكرت الصدور (لم أرها منذ ذلك التاريخ) تذكرتُ وتذكرت أجمل الذكريات التي لن ولن ترجع.