وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر لـ (الزمان): فرص الحل السياسي ضعيفة بعد غزة وواشنطن تريدها منزوعة السلاح

اورنيلا سكر

اكد نائب رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء الاردني السابق مروان المعشر، ان فرص عملية سياسية في المنطقة بعد احداث غزة ضعيفة للغاية ولاسيما ان الولايات المتحدة بصدد انتخابات رئاسية جديدة، وقال في حوار مع (الزمان) ان (الولايات المتحدة واسرائيل يريدان غزة منزوعة السلاح. وفيما يلي نص الحوار:

 ما هو تقييمكم لعملية طوفان الأقصى ،هل نجحت أم أسهمت في صعود الأصوليات ؟

 - إن عملية طوفان الأقصى أظهرت ضعفاً اسرئيلياً وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطيية، بعد أن كان ليس لها افقاً بل معزولة في العملية السياسية. فقد تم تحويل ما حدث إلى عملية سياسية تنهي الاحتلال الاسرائيلي.

لا شك، أن صورة الولايات المتحدة  في المنطقة هي سلبية وتأثرت بأحداث عدوان تشرين الأول في غزة بحيث سوف يكون لها مهمة شاقة في استرجاع هذه الصورة في المستقبل. اضافة، أن فرص عملية سياسية في المنطقة بعد غزة ضعيفة للغاية وبخاصة ،أن الولايات المتحدة بصدد انتخابات جديدة وغير قادرة على شن حرب واسعة النطاق وسوف تبقى هذه الصورة سلبية في المستقبل المنظور.

أظهرت ضعفا اسرئيليا وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية ولم يكن لها افق في العملية السياسية عبر تحويل ما حدث إلى عملية سياسية تنهي الاحتلال الإسرائيلي.

  كيف سينعكس تطور الميدان على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟

- إن الهدف الأكبر لإسرائيل والولايات المتحدة هو تحجيم واضعاف المنظمات الارهابية في الشرق الأوسط وهذا ما جاء على لسان وزير خارجية إسرائيل بنيامين نتنياهو انه يريد غزة منطقة منزوعة السلاح.  اضافة، الى محاولة تدمير قدرة حماس العسكرية، ومحاولة  تهجير أكبر عدد ممكن من السكان الفلسطينيين من غزة والضفة  إلى الأردن ومصر. فهي لا تريد إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وفي نفس الوقت لا تريد أغلبية فلسطينية داخل الأراضي التي تسيطر عليها.

  مقابل 7.2 يهودي في القدس الشرقية والضفة وقطاع غزة. واليوم هناك أغلبية فلسطينية أي، 7.4 مليون  فلسطيني؟

 - لذلك تسعى إسرائيل من أجل أن لا يبقى خطر ديمغرافي فلسطيني وبالتالي،  إن الخيار الإسرائيلي هو التخلص من أكبر عدد ممكن  من الفلسطينيين كي لا تكون إسرائيل تحكم كأقلية عدد كبير من الفلسطينيين وفق نظام عنصري. فهي تسعى إلى إحلال التهجير والتصفية من أجل استهداف الخطر الديمغرافي الفلسطيني كقنبلة بشرية يهدد الكيان الإسرائيلي مستقبلياً.

وذلك من خلال التخلص من أكبر عدد ممكن.

ولا شك أن التناقضات والصراعات الداخلية الإسرائيلية ربما أُجِّلت بسبب الحرب على غزة . وانا اعتقد أن مستقبل الحكومة الإسرائيلية الحالية  إلى زوال وأغلبية اسرائيلية تحمّل نتنياهو مسؤولية الحرب على غزة وسوف يتم محاسبة هذه الحكومة الحالية بعد الحرب على جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق الإبادة الجماعية الفلسطينية في غزة. 

تصفية قضية

  برأيكم  هل هذه العملية جاءت لتصفية القضية الفلسطينية أم لإنقاذ اسرائيل وبخاصة أن المجتمع الإسرائيلي كان مقبل على حرب أهلية داخلية كادت أن تفجر التناقضات الداخلية؟

- لا شك أن هذه العملية أظهرت ضعفاً في المؤسسة الأمنية والعسكرية إضافة انها جعلت  الوضع في الأراضي مقلقاً لا يعبّر عن أفق سياسي في هذه العملية. كما أن الثمن كان غاليا جدا وتحويل الحرب إلى عملية سياسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي أصبحت أكثر تعقيدا مما كان عليه.

  من المستفيد اليوم من حرب غزة ؟ وكيف انعكست الحرب في غزة على العلاقات الروسية الإسرائيلية وبخاصة بعد لقاء نتتنياهو بزلنسكي؟

- انعكــــــــــــــست العلاقات الروسية الإسرائيلية أكثر من جهة ، اسهمت بتحريف الأنظار عم الحرب الاوكرانية. ولم يعد المجتمع الدولي يتابع الحرب .باعتبار أن بوتين وقف ضد الحرب على غزة ما أدى الى انتقاده من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو . لكن،  يبقى الموضوع مرتبطاً  بالحكومة الإسرائيلية القادمة والموقف الذي سوف تتخذه من روسيا لأن هذه الحكومة خلال سنة لن تبقى في الحكم.

انهاء كيان

  بالختام، ما هي السيناريوهات المحتملة لهذا الصراع وما مستقبل الدولتين والسلام في الشرق الأوسط ؟

- إن فرص العملية السياسية هي شبه معدومة،  بسبب انشغال أمريكا بالانتخابات الرئاسية وغير مهتمة بإنهاء الكيان الإسرائيلي وبخاصة إن الانقسام الإسرائيلي هو بين معسكر من مع أو ضد نتنياهو وليس معسكر من ضد الحرب ومع السلام.

لذلك، لن تكون الحكومة على اغلب تقدير ، أكثر مرونة بالنسبة إلى العملية السلمية. أما الجانب الفلسطيني فهو يحتاج إلى انتخابات شرعية لأن السلطة الحالية لم تعد تحظى بأي شرعية كبيرة في المجتمع الفلسطيني.  لذلك، فإن  العناصر المطلوبة من أجل تحقيق الشرعية ليست متوفرة من الجانب الأمريكي ولا الإسرائيلي والفلسطيني. والسينارهو الأكثر واقعية،  هو استمرار الاحتلال  الإسرائيلي يقابله مقاومة مسلحة كما كان عليه الحال في الضفة قبل أحداث غزة. وأن العناصر الواجب توفرها هي غير متوفرة شروطها وبعد ذلك سوف يتحول الصراع من التركيز على  شكل الحل إلى الحقوق المتساوية  بمعنى أن العنصر الديمغرافي بحيث سيكون للفلسطينيين ذات أغلبية سوف تساعد على  فرض وجودهم على الساحة بشكل أكبر مع قادم الأيام.

  ما موقف الأردن من مخطط التهجير الممنهج وانعكاسه على عملية السلام؟

- إن قلق الأردن الدائم ، هو أن تحاول إسرائيل تهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إليها وتصفية القضية وحل الصراع على حسابها و أعتقد أن الأردن يعمل كل جهد لمنع هذه المحاولة وقد نجح إلى حدّ  كبير في تسليط الضوء على هذه المحاولات من قبل  المجتمع الدولي الذي اتخذ موقفاً صارخاً اتجاه عمليات التهجير التي تقــــوم بها إسرائيل.

  مروان معشر نائب رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الاردني السابق