نسائم الكبريت اللاسعة
نور العبيدي
تزكم أنفاس بغداد.. هذه الأيام.. رائحة كبريت تنتشر في هواء العاصمة، الناس لا تعرف مصدرها وأمانة بغداد لم تكلف نفسها بإصدار بيان توضيحي، يلجم القلقين حجراً تلوث بغداد بغاز الكبريت، مشكلة بيئية خطيرة على الصحة والإقتصاد، أسبابها تعود الى الصناعات النفطية، فهي تطلق ثاني أكسيد الكبريت (SO₂)، وعوادم المركبات العاملة بالديزل والبنزين؛ لأنها تحتوي نسباً عالية من الكبريت، في ظل غياب القوانين الصارمة بشأن جودة الوقود، ومحطات توليد الطاقة؛ جراء إعتمادها الوقود الأحفوري، وخاصة النفط الثقيل.كل هذه الملوثات الكبريتية، التي لو صبت على الأيام صرن ليالي، عرضت السكان لمستويات عالية من ثاني أكسيد الكبريت، تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، وتزيد خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية، قاتلة المصابين بهذه الأمراض قبل إستنشاق العطر الملكي.. غاز الكبريت المؤكسد.وقبل الإيغال في المخاطر، وكأن مخيلة الفرد حقل ألغام فائقة الإنفجار؛ (خل) نفكر بحلول وعلى الجهات المعنية.. لزاماً.. الأخذ بها؛ فعندما يمس الأمر حياة الناس، لا تقف الحكومة على مفترق خيارات، بل لا بد لها من التحرك الجدي السريع؛ كي لا تتحول بغداد الى بؤرة فظاعة ومستنقع بلاء!والحلول ليست معجزة، إنما متيسرة، بالتحول إلى الطاقة المتجددة، مثل الشمسية والرياح.، وتحسين جودة الوقود، والتشجير.