مُغَنيّةُ الحيّ لا تُطربُ
حسين الصدر
-1-
قال الشاعر :
ميازيبُهم إنْ تندَّتْ بِخَيْرٍ
الى غَيْرِ جِيرانِهمْ تُسكبُ
وعْذُرهُمُ عند توبيخهم
مغنيّةُ الحَيِّ لا تُطربُ
-2-
بدل أنْ يحظى النابهون والمبدعون بالحفاوة والعناية البالغة مِنْ قِبل المجتمع ، نراهم يعانون كثيراً مِنْ تجاهلهم، وبرودة التعامل معهم ، مع أنَّ الاهتمام بمن لا يساويهم شأنا وابداعا موجود ، لأنه ليس من أبناء هذا الوطن ولا المنتمين اليه، والعذر قبيحٌ للغاية :
( مغنية الحيّ لا تطربُ ) ..!!
-3 –
ومن أقبح العادات وانكاها تأجيل الحفاوة والعناية بالشخصيات الاستثنائية الى ما بعد وفاتهم، حيث تقام مجالس التأبين، وتكثر النعوت والأوصاف التي كانت محرّمة عليهم في حياتهم ..!!
-4-
يقول المرحوم شيخ الخطباء اليعقوبي في رثاء الشاعر الكبير الراحل الشيخ عبد المحسن الكاظمي الذي ضيّعه البلد وعاش غريبا يعاني الكربات في الغربة.
ومن عجبٍ بَكَتْكَ وانتَ مَيْتٌ
بلادٌ ضيعتك وانت حَيُّ
-5-
لماذا نبخل على الموهوبين من رجالنا بالثناء وهم بين أظهرنا ولا نسمعهم شيئا مما يستحقون ؟
أليس هذا اجحافا وبخساً لحقوقهم ؟
وقد نهينا ان نبخس الناس أشياءهم :
قال تعالى :
( ولا تبخسوا الناس أشياءهم )
الشعراء / 183
-6-
انّ من المهم للغاية أن لا نبخس أحداً حقه ،لاسيما الشخصيات الاستثنائية التي تجود بالروائع ولا ترى ما تستحق .
-7-
انّ المحاصصات المعتمدة فعلاً انما هي إهدار عملي للمواهب وتقديم للاعتبارات السياسية على الاعتبارات العلمية والمهنية فضلاً عن اهمال النظر الى القدرة والخبرة المطلوبتين للنجاح .
ومن هنا :
تكدست الأخطاء وتراكمت الإخفاقات
ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .