الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإسهاب والإطناب فيما يعز الخطاب

بواسطة azzaman

الإسهاب والإطناب فيما يعز الخطاب

ساجدة الموسوي

 

يتفق علماء النفس والتربويون على أن ما يحمله هذا العصر من مخاطر على الأجيال والناشئة يحتاج إلى وقفةٍ جادة وحلول ناجعة كي ينشأوا النشأة الصحيحة بلا عوق نفسي أو ذهني وبلا ضعف علميٍّ أو اجتماعي تربوي .

درس مدرسي

وكلنا يعلم أن التعليم وخصوصاً في بلادنا العربية بدأ بالهزال وحتى في أحسن حالاته بدأت تنافسه أدوات العصر الرقمي ومغريات أخرى تبعد الجيل عن الإنهماك في الدرس المدرسي وتبعده حتى عن مطالعة الكتب الخارجية .ورجوعاً إلى الماضي حتى قبل نشأة المدارس كانت ( الكتاتيب ) تدرّس القرآن الكريم وتزود الولد أو البنت بالقيم التربوية وتصقل لغتهم العربية ، ومع نشأة المدارس الحديثة انحسرت هذه الكتاتيب وإن لم تنحسر كلياً فقد نشأت عوضاً عنها في المراكز الدينية خاصةً الحلقات والدورات الخاصة بتعليم القرآن الكريم في أثناء العطل المدرسية ، ورأى الآباء والأمهات نجاح هذه الدورات في إشغال أبنائهم خلال العطل بما هو مفيد ، بيد أن هذه الدورات والدروس القرآنية على أهميتها ما تزال محدودة رغم وجود الحاجة الماسة لها .

المنح الربانية في الحلقات والدروس القرآنية :

ولعل صدور كتاب ( المنح الربانية في الحلقات والدروس القرآنية ) في هذا الزمن الذي نحتاج فيه إلى إعادة مجد هذه الدروس والتأكيد على فوائدها وأهميتها ، لا شك يعدُّ إنجازاً معرفياً وتربوياُ لا غنى عنه لكل المهتمين بهذا الشأن ، ولابد من الإشادة والعرفان للكاتب والباحث الأستاذ عمر علي حيدر مؤلف الكتاب وقد كتب تحت العنوان ما يشير إلى أن كتابه ( محاولة تأصيلية في ضوء الخبرات الأكاديمية والتجارب الميدانية ) ومما جاء  في النص الذي كتبه على الغلاف الأخير :» كتابٌ يهم معلمي الحلقات القرآنية والتربية الإسلامية والمهتمين بشؤون التعليم القرآني ، ويجيب على عشرات الأسئلة حول التأسيس والتعليم والإشراف والتقويم والتطوير للدورات القرآنية ... «يقع الكتاب في 815 صفحة وبلغ مجموع المصادر التاريخية والعلمية وغيرها 363 مرجعاً ما عدا الصحف والمجلات والدوريات.

وقد صدر عن دار ومكتبة المرهج للطباعة والنشر والتوزيع ومتاح على الشبكة العنكبوتية لمن يهمهم والمعنيين بهذا الجانب  .

سبر الأغوار ومعرفة الأخطار :

لم يترك الأستاذ عمر علي حيدرفي هذا الكتاب شاردة ولا واردة في موضوعه إلا وأعطاها حقها من الشرح والتفصيل ، وقد يبدو للقارئ أنه أطنب وأسهب ، وقد يكون كذلك لمن لا يقف على حيثيات كل باب من أبواب الكتاب ويسبر غوره ليجد أن كل سطرٍ في هذا الكتاب مهم ٌ وله ضرورته المنطقية من الناحيتين النظرية والعملية .

فالفصول حسب أهميتها جاءت كما يلي :

الفصل الأول : الدورات والحلقات القرآنية : بدءاً من التعريف هناك عشرات المطالب نذكر منها ( مراحل النمو النفسي والإدراكي للطفل ـ أصناف أولياء أمور الطلاب في المجتمع ـ أهداف الحلقات القرآنية ) إلى غير ذلك ..

الفصل الثاني : مدير الدورات القرآنية : ويتفرع منه كذلك أكثرمن ثلاثين مبحثاً منها ( مهمات مدير الدورة القرآنية ـ تشخيص الخلل في عمل المعلم وعلاجه ـ مشكلاب طلاب الدورات القرآنية ) إلى غير ذلك من مباحث

وتتوالى الفصول حتى نصل للفصل الخامس عشر : طرق التحفيظ والمراجعة في الدورات القرآنية .

ومن المباحث التي لفتت نظري :

ـ نموذج منهاج حفل تخرج دورة قرآنية

ـ إحتضان الحفاظ النوابغ والأذكياء

ـ لباس معلمة وطالبة الدورة القرآنية

ـ الأهداف التربوية والتعليمية

ـ المخاطر الصحية والنفسية والأخلاقية للهواتف المحمولة ، وفي هذا المجال يقول الأستاذ عمر :» بينت دراسات عدة أن هناك مخاطر كثيرة لاستخدامات الهاتف المحمول يتعدى أثرها طلاب الدورات القرآنية ليصل إلى جميع الفئات العمرية التي تنتمي إلى الشريحة من 6 ـ 18 عاماً ، وأن هناك حاجة ملحة لوضع قواعد معينة وصارمة من أجل وضع حد لهذه المخاطر ومنها تبيان أثرها الصحي والأخلاقي والنفسي على هذه الفئة المهمة ، وقد أدرج الكاتب أهم هذه الأخطار مع شرحٍ لها ومنها :

ـ الإصابة بالحساسية ضد الكهرومغناطيسية

ـ الإصابة بالأمراض السرطانية وتدمير الخلايا الدماغية

ـ الأسر أو الإدمان الهاتفي

ـ تسهيلها لحفظ ملوثات فكرية وسمعبصرية كاحتوائها على مقاطع وصور مخلة بالآداب.

كتاب فخم

إن أي إيجاز لهذا الكتاب الفخم والجهد العلمي والميداني لا يعطيه حقّه فهو كما قلت لكل سطرٍ دلالته وأهميته ومرجعيته .

وهو لا يتوقف عند إقامة الدورات القرآنية ووضع منهجها وأساليب وضع الخطة التعليمية وغير ذلك بل يتحدث عن كيفية تقويم الدورة القرآنية بعد انتهاء فعالياتها ، ومعايير ذلك التقويم وأدواته وطرق تواصل الطلاب .ولا يسعني إلّا أن أبارك هذا الجهد الكبير في خدمة القرآن الكريم ومعلميه ودارسيه وكل من يسعى لنشر فكرة تعليم القرآن الكريم للأولاد والبنات فأجيالنا بأمس الحاجة لها لصقل لغتهم العربـــية والتمسك بتعـــــاليم دينهم الإسلامي الحنيف والابتعاد عـــــن مخاطر ملوثــات العصــــر الرقمي وتبعاتهـــا

 

.


مشاهدات 361
الكاتب ساجدة الموسوي
أضيف 2024/06/07 - 7:33 PM
آخر تحديث 2024/07/27 - 12:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 152 الشهر 11515 الكلي 9373587
الوقت الآن
السبت 2024/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير