الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رزاق ابراهيم حسن اتقن حرفته وتمكن من أدواته

بواسطة azzaman

رزاق ابراهيم حسن اتقن حرفته وتمكن من أدواته

 

 جمال العتابي

 

ان ذاكرة الهزيمة في 5 حزيران 1967 ? ظلت ماثلة امام رزاق ابراهيم حسن ومن الصعب أن تغيب عن وجدانه ، وعقله ، مثلما هي تفضح فساد الانظمة العربية ، كانت عصية على القبول من أبناء ذاك الجيل الذي عاصر تلك الاحداث . كانوا نخبة من أبناء مدينة النجف اسهموا في ولادة مجلة الكلمة ، هذا المولود الكبير الذي وضع لبنات أساسية في حركة الأدب العراقي الحديث ، كان في مقدمة هؤلاء حميد المطبعي ، وموسى كريدي ،، الى جانب التجارب الشابة لرضا الاعرجي ،، وزراق ابراهيم حسن . لم يكن هذا الجيل مهتماً بالانتماءات الأيديولوجية ولا الآراء الدوماغماتية الجامدة ( باستثناء عدد محدود منه ) ، كان الجيل مهتماً بأدب طليعي رفيع المستوى ، تكمن في حداثته ، وتجاوزه الاطر القديمة ، وتعبيره الصادق عن الانسان . بدأ رزاق تجربته الابداعية كشاعر وصحفي ، معتمداً على قدراته الذاتية ،مندمجاً مع تلك الموجة الصاخبة، فاعلاً ومتأثراً بتداعياتها ، وحين ضاقت به سبل العيش في مدينته النجف ، قدم الى بغداد فكان في دائرة الضوء ، اذ اتقن حرفته ، وتمكن من أدواته ، فشغل عدة مواقع في الصحافة ، ولمدة طويلة في مجلة وعي العمال، واصدر عدة كتب ،كان رزاق جزءاً من مرحلة سياسية وثقافية وفكرية دقيقة وحادة ، من دون أن يلغي ذلك محاولته للتميز في التعبير عن ذاته وارهاصه كمثقف ، حاول أن يكون له صوته الخاص. تحمل تجاربه ورؤاه وثقافته، وهي مرجعية كتاباته ، فأسوار الماضي بكل ما تحمله من ثقل ومأساوية تظل تلاحقه ، وما كتاباته عن العمال وواقعهم اللاإنساني الذي خبره في حياته إلا محاولة للخروج من أسر الماضي ، ومن كسره وصلاً الى عالم نحتمل فيه العيش بسلام آمنين . كتب عبد الرزاق ابراهيم المقالة الأدبية والفنية ، و النقدية  في العديد من المجلات والصحف وله مؤلف الشخصية العمالية في القصة العراقية ، كذلك في الرواية العربية ، وآخر عن الشاعر عبد الامير الحصيري ، وكتاب في ادبيات عزيز السيد جاسم . وله دواوين شعر ، وكتب نقدية اخرى . لقد وظف عبد الرزاق موهبته ، ورهافة حسه ، وثقافته ليلتمس مواطن الضعف والتعب في حياته ، ويجعل من تجربته الحياتية الصعبة موضوعات تسجل مرحلة تاريخية اتسمت بالصراعات والحروب ، والتحديات والكوابح التي واجهها بصبر وشجاعة ، ولأن ما كتبه عبد الرزاق يمثل جزءاً من حياتنا اليومية ، فانه ما يزال حاضراً بيننا .

 


مشاهدات 258
أضيف 2023/05/30 - 3:56 PM
آخر تحديث 2023/10/02 - 10:42 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 303 الشهر 1118 الكلي 8907036
الوقت الآن
الثلاثاء 2023/10/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير