ظواهر سياحية لافتة في بانكوك.. حين تتحوّل التفاصيل اليومية إلى تجربة سفر
تايلند - حمدي العطار
لا تقتصر السياحة في تايلند على الشواطئ الاستوائية والمعابد الذهبية فحسب، بل تمتد لتشمل ظواهر يومية وتفاصيل ثقافية تتحول، بذكاء تايلندي واضح، إلى عناصر جذب سياحي مثيرة للفضول. وفي الساعات الأخيرة من رحلتنا، وقبل التوجه إلى المطار، قررنا استثمار الوقت لاكتشاف بعض هذه الظواهر السياحية اللافتة في العاصمة بانكوك، فكانت التجربة مدهشة بقدر ما هي مختلفة.
ظواهر سياحية
من أبرز المحطات التي توقفنا عندها كان متحف مدام توسو في بانكوك، أحد أشهر متاحف الشمع في العالم. يضم المتحف تماثيل شمعية متقنة لشخصيات سياسية وفنية ورياضية وعلمية، صممت بدقة عالية تجعل الزائر يشعر وكأنه يقف أمام الشخصيات الحقيقية. إلى جانب المتاحف، رصدنا ظاهرة اجتماعية تحولت بمرور الوقت إلى سمة سياحية، وهي استخدام دهن عشبي عطري يشتهر به التايلنديون.
عند استنشاقه لأول مرة قد يسبب شعورا بالضيق، لكن مع تكرار الاستخدام يصبح جزءا لا يمكن الاستغناء عنه. اللافت أن هذا الدهن يستخدم على نطاق واسع بين الرجال والنساء، ويشاهد في كل مكان، من الأسواق إلى وسائل النقل.
أما الأسواق الشعبية في بانكوك، فهي عالم آخر من الدهشة، حيث تعرض مطاعمها أطعمة غير مألوفة للسائح، مثل لحوم التمساح ومختلف أنواع الحشرات، بل وحتى العقارب، في تجربة تعكس تنوع المطبخ التايلندي وجرأته في تقديم ما هو غير تقليدي.ومن الظواهر السياحية الطريفة أيضا، ركوب مركبات “التوك توك”، وهي وسيلة نقل شعبية تشتهر بها تايلند. ورغم بساطتها، إلا أنها أثبتت سرعة وكفاءة في التنقل داخل شوارع بانكوك المزدحمة، فضلا عن كونها تجربة سياحية بحد ذاتها.
أيقونة الشمع العالمية
يعد متحف مدام توسو بانكوك واحدا من أهم المعالم السياحية في تايلند، وقد افتُتح عام 2010 ليكون محطة رئيسية للزوار القادمين إلى العاصمة. وكغيره من متاحف مدام توسو المنتشرة حول العالم، يضم المتحف مجموعة واسعة من التماثيل الشمعية لشخصيات بارزة في مجالات الفن، والأدب، والسياسة، والرياضة، والعلوم.
ينقسم المتحف إلى عدة أقسام، من بينها قسم السينما والتلفزيون الذي يضم تماثيل لممثلين ومذيعين مشاهير، وقسم الرياضة الذي يحتفي بنجوم عالميين مثل ديفيد بيجام ،ورني ورونالدو ومحمد علي كلاي إضافة إلى قسم العلوم الذي يضم تماثيل لعلماء بارزين مثل ألبرت أينشتاين وستيفن هوكينغ، وقسم السياسة الذي يعرض تماثيل لعدد من قادة الدول المؤثرين.
ويمنح المتحف زواره حرية التقاط الصور والتفاعل مع التماثيل، سواء بالوقوف إلى جانبها أو محاكاتها، ما يجعل الزيارة تجربة ترفيهية وتفاعلية في آن واحد. كما يضم المتحف ركنا تعليميا يشرح مراحل صناعة التماثيل الشمعية وتاريخ متحف مدام توسو.
خاتمة
تكشف هذه الظواهر السياحية في بانكوك عن فلسفة تايلندية ذكية في تحويل التفاصيل اليومية والعادات المحلية إلى تجارب سياحية جذابة فالسياحة هنا لا تصنع فقط من المعالم الكبرى، بل من الروائح، والأسواق، ووسائل النقل، وحتى من تمثال شمعي يبدو وكأنه يبتسم للزائر. إنها بانكوك… مدينة تعرف كيف تترك أثرها في الذاكرة حتى في لحظات الوداع.
شكر وتقدير
بعد عودتنا إلى بغداد واختتام رحلتنا السياحية إلى تايلاند، لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى الشركة العراقية–التايلاندية في بانكوك، لما بذلته من جهد متميز في تنظيم الكروبات السياحية، وتوفير جميع السبل التي مكنتنا من الوصول إلى أبرز المعالم السياحية في بانكوك وجزيرة بوكيت.وقد أتاحت لنا هذه الرحلة الاطلاع على بلد غني بتنوعه السياحي، بما يشمله من طبيعة خلابة، وسياحة بحرية، ومعابد، وأسواق، ومتاحف، فضلاً عن الهوامش والظواهر السياحية التي تعكس خصوصية التجربة التايلاندية.
كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى العزيز برهـــــان، التايلاندي المسلم من أصول ماليـزية، لما أبداه من حرص صادق على راحتنا، واهتمام بالغ بتفاصيل الرحلة، وحرصه الدائم على ألا نواجه أي صعوبات أو ارتباك، إضافة إلى شفافيته اللافتة في تقديم النصيحة، حتى وإن كانت أحياناً على حساب المكاسب المادية، وهو ما يثير التقدير والاحترام.
ولا يفوتنا أن نعرب عن امتناننا للأخ العراقي عادل من شركة الأرجان، لاهتمامه بتوفير السكن المناسب، ودقته في المواعيد، ومتابعته المستمرة التي أسهمت في إنجاح هذه التجربة السياحية.