في مجلس الشعرباف الثقافي.. رباعيات الخيام إحدى قلائد الزمان الشعرية
بغداد - عبد الحميد الكناني
في إطار التنويع لفعاليات مجلس الشعرباف الثقافي النــــــصف شهرية ، القى الباحث رفعت عبد الرزاق محاضرة عن رباعيات الشاعر عمر الخيام ، التي حملت اسمه واشتهرت في الأوساط الأدبية العربية والعالمية ، وغدت من الملاحم الشعربة المشهورة في العالم .بعنوان ( رباعيات الخيام في الشعر العراقي .. صفحات مطوية) بحضور غفير من رواد وضيوف المجلس العريق .
وكان اول توصيف لرباعيات عمر الخيام هو الذي أطلقه الكاتب الأمريكي إدوارد فيتزجيرالد على ترجمته من الفارسية إلى الإنجليزية عام 1859 لمجموعة مختارة من الرباعيات ى، والرباعيات نوع من الشعر مشهور في الشعر الفارسي وقد عرف به عمر الخيّام : غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بعمر الخيام (1048 - 1131 م) وهو شاعر وعالم وفيلسوف .
ومن ابياتها :
سَمِعتُ صوتًا هاتفًا في السَّحر · نادى من الغيبِ غُفاةَ البَشَر · هُبّوا املأوا كأسَ المُنى قبل
أن تملأَ كأسَ العمرِ كَفَّ القَدَر ·
لا تُشغل البال بماضي الزمان · ولا بآتِ العيشِ قبلَ الأوان .
والشاعر عمر الخبام شاعر فارسي وعالم فلك ورياضيات وفيلسوف كما ذكرت آنفا .
وذكر الكاتب و الروائي الأمريكي “فيتزجيرالد” عن شعر الخيام -
انها لم تكن قصائد تقليدية، فقد نُظمت بطريقة تُسمى “الرباعيات”، وهو لون شعري عرفه العرب في المشرق والأندلس، وكل رباعية تتكون من أربعة أشطر .
وفي كتابه عرض الدكتور علي الفتال قرائته الخاصة لرباعيات الخيام ، متخذا منهجا مغايرا عن منهج من سبقه في قرائتهم لها .
وقد حولت الرباعيات الى اغنية أدتها المغنية ام كلثوم في حفلة نادرة بمسرح حديقة الأزبكية . من ترجمة للشاعر أحمد رامي، أنتجت عام 1950، ولحنها رياض السنباطي على مقام الرست الموسيقي الملائم للانشاد الصوفي واهتم بترجمتها الكثير من الشعراء العراقيين ، وقد استعرضهم المحاضر بسياق حديثه الزاخر بالمعلومات .
ولكنه ركز على أهم ترجمتين عراقيتين لها ، وهي ترجمة الشاعر محمد الهاشمي ، والشاعر احمد الصافي النجفي . وكذلك عد ترجمة الشاعر صالح الجعفري من الترجمات المميزة .
وأيضا الشاعر المصري احمد رامي .
غير أنه أشار إلى أن ترجمة احمد الصافي النجفي تعتبر من أفضل الترجمات للرباعيات ، بحسب آراء النقاد والمختصين والشعراء . وكانت هناك مداخلات وتعقيبات أثرت المحاضرة بمعلومات وأشياء أخرى تتعلق بالرباعيات .
مناهج نقدية
ومنها مداخلة الناقد الدكتور صبحي ناصر النقدية . واستعراضه المناهج النقدية ومنهاالمنهحين الدلالي والاسلوبي وكذلك التاريخي وتعرض فيها للعنوان والمضمون.
واعتبر أن ترجمة الشاعر أحمد الصافي النجفي تعتبر الافضل بين جميع الترجمات .
وعقب المحاضر بشيوع نكتة تتهم الصافي بسرقة الرباعيات للنص العربي ووضعها باسمه ، لأن الشاعر الخيام كتبها باللغتين الفارسية والعربية .
وأشاد الشاعر الكبير الدكتور محمد حسين ال ياسين رئيس المجمع العلمي العراقي ، بالمحاضر والمحاضرة وما جاء فيها من معلومات وإشارات مهمة .
وتنوعت المداخلات الأخرى ومنها مداخلات الدكتور إحسان الشعرباف والدكتور ضياء زلزلة ، والاستاذ ناجي يوسف الذي ذكر الشعراء الإيرانيين من أصدقاء ومعاصري أو مجايلي عمر الخيام . وقرا بعض الشعر باللغة الفارسية والاستاذ هرمون ارشاك الذي قدم تعريفا للرباعيات واغراض تسميتها والاستاذ صباح العارضي .
وقد تعززت الجلسة التي إدارها الاستاذ عادل العرداوي بجدارة ، بقصيدتين عن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، للشاعر عدنان لطيف الحلي الذي ناصر مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام سواء بسلبها حقوقها الشرعية ، أو الاعتداء عليها وحرق بيتها وتمخض عن ذلك إسقاط جنينها المحسن وكسر ضلعها من قبل بعض المعادين لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والذين حاولوا قتله بغزوة حنين ، وتامروا بيوم السقيفة المشؤوم .
واختزل بقصيدته ذات السجع المحبب والغنائية اللطيفة ، حياة السيدة فاطمة سيدة نساء العالمين التي أطلقت صرختها الهادرة بوجه من حرفوا بوصلة الدين عن سكته والشاعرة سعاد محمد ناصر . التي بالقاؤها الهادىء جعلت الحضور يتفاعل مع قصيدتها المؤثرة ، والتي كان لصداها الوقع الموجع على المستمعين من الحضور الذين اغروقت ماقيهم بالدموع ، وحبستهم العبرة واوجعتهم الفصول المريرة التي واجهتها الزهراء بحياتها وكلا القصيدتين حظيتا باستحسان الحضور وألقى الشاعر حيدر المعتوق قصيدة صفق لها الحضور واثابوه واثنوا عليه .
وبعد إعلان الاستاذ العرداوي عن الاستراحة انهالت صواني الشاي والمعجنات وعلب الحلويات على الحضور من رجال وأبناء إل الشعرباف الكرام . وكذلك الاحفاد ، بإشراف العميد الدكتور إحسان المحترم . ولا تستطيع تمييز الكبير من الابن والحفيد كلهم مجندون وبكل تواضع لتضييف الحضور ، لافرق بينهم ولاتميز .
وأكملوا الضيافة بتوزيع ثواب المرحومة العلوية الفاضلة عقيلة الرجل الفذ الفاضل حسين الشعرباف تغمدهما الله برحمته الواسعة بذكراها السنوية . بارك الله بهم عميدا ورجالا وآباء وأبناء وأحفاد .