فاطمة هاشم صوت نسائي يحاول إيصال رسالته الثقافية
قاسم ماضي
لعبت هذه المرأة الحديدية عدة أدوار، وهي التي تنفست الأدب بكل اجناسه في بيتها الصغيرالذي أنطلقت منه ،حتى أخذ منها الكثير من وقتها ، وهي الحالمة ، والمتأملة لعالم الشعر والكتابة لترسو في عالمها المختلف عن بقية العديد من النساء اللواتي عاصرتهن في أيام الشباب والصبا . لتجتهد هي في فضاء الثقافة والادب في هذا الإغتراب . من خلال مساهمات ثقافية متنوعة بين الشعر والمقالة الثقافية الى جانب الكتابة في موضوعات تخص المجتمع وذلك عبر العديد من منصات الثقافة والإعلام كما شاركت العديد من زميلاتها وزملائها في الاغتراب من العرب واللبنانيين في فعاليات ادبية وثقافية مختلفة قدمت من خلال نتاجها الشعري باللغتين العربية الفصحى وباللهجة اللبنانية المحلية
فهي الساعية الى تفعيل دور الثقافة والمعرفة ضمن خريطة مجتمع الاغتراب العربية ايمانا بدور الثقافة في تنمية المجتمعات وتأكيدا على ضرورة الحفاظ على اللغة العربية الام . ولعل شغفها في الاطلاع على كتب معرفية وفلسفية وأدبية ، فتح امامها مساحات من هذا الوعي الذي داهمها منطلقة من مقولة رسمتها في حياتها لتتمسك بها وتقول فيها
« لا سلطان فيه عليك سوى الوعي «
أو تؤكد لنا « سر نحو السماء ، وكن في خدمة الخلائق لتتقدس بملكوت الخالق «وبات من الواضح في مغتربها هو مدى التنوع الحاصل في كتاباتها والتي جمعتها في كتاب « ثمرات من الحصاد « ولأنها كتبت العديد من القصائد والمقالات في الصحف والمجلات ومنها جريدة « صدى الوطن « وغيرها من الصحف العربية .
ومعظم قصائدها التي كتبتها تمثل الدليل على الاصرار في رسم مشروعها الجمالي، وما نلاحظه في المشاركات العديدة والمستمرة في أغلب المناسبات لتكون هي الأولى في حضورها المتميز. سعيا منها في ايصال صوتها الشعري والتعبير عن موقفها حيال القضايا الانسانية عبر الجملة الشعرية ، وهي تحب الأعالي والصعاب ،وتتخلل فلسفتها نحو الرقي واكتساب المعرفة ،فهي تظل باحثة عن الحقيقة والفضيلة وهذا يأتي لتأكيد فلسفتها التي أنطلقت منها ،وتؤكد حرصها الدائم على التجديد في طرح موضوعاتها التي تكتبها ، وترسل اشاراتها المتعددة للقارئ العربي خذ مثلا في ذلك .لتقول لنا
صلاحية انجاب
« نحن النساء لسنا بضائع تقاس بمدة صلاحية الإنجاب ، أنا أمرأة يعني انسان ، لا أعرف التوقف عن الشوق للحياة ، فاذا أرادت المرأة أن تشعر بالكهولة فقد تعانيها ، وهي بنت العشرين ، الحياة لا تقاس بالارقام ولا بعدد السنين ، بل تقاس بالرضا والثقة بالنفس ، ثم بالأمل والابتسام ، عيشي حياتك كطفلة تشتاق دوما لرؤية الوجوه المضيئة «
يقول سقراط عن المرأة « المرأة أحلى هدية قدمها الله إلى الإنسان ، المرأة كالوردة تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها .والمرأة أحلى هدية قدمها الله إلى الإنسان .
تبقى الشاعرة والكاتبة العربية « فاطمة هاشم « صوتاُ شعريا يذلل الصعاب أمام المحن التي تمر بها النساء ،وكما وصفها « ميلان كونديرا « المرأة الشاعرة هي أمرأة مرتين «
ان الوقوف مليا لهذه المبدعة وهي التي مارست حقها الكتابي لنقول لها « أنت أكثر من أمرأة انت وطن متنقل يضم بين شريان قلبك الحب والأرض والعاطفة .