مكاسب جديدة

عبد الحكيم مصطفى

الى سنوات قليلة خلت كان اتحاد الخليج العربي لكرة القدم ، ينظم بطولة واحدة فقط للمنتخبات المنضوية تحت لوائه ، وهي بطولة الخليج العربي لفئة المتقدمين التي انطلقت للمرة الاولى عام 1970 ، وهذه البطولة كانت وستبقى لها مكانة خاصة في قلوب المتيمين بحب كرة القدم الخليجية ، وحظيت وتحظى باهتمام مستمر من قبل الاتحادات الخليجية ،  لانها سبيل حيوي لتطويرأداء منتخبات المنطقة .. اتحاد الخليج العربي لكرة القدم ، نظم  في الموسمين الماضيين بطولات لفئات الناشئين والشباب وتحت (23) سنة  لمنتخبات المنطقة ، وبطولة للاندية الخليجية ، ونجح في ذلك .. فوائد هذه البطولات لا تحصى ، فهي ستجبر اتحادات دول الخليج العربي على تنظيم بطولات للفئات المتقدمة الذكر في دولها ، لتشكيل  منتخبات واندية مؤهلة للمشاركة في هذه البطولات ، لتسهم لاحقاً في وصول عدد اكبر من اللاعبين الى الخط الاول لفريق النادي ثم المنتخب الوطني .

   بطولات الخليج العربي كانت و لاتزال فرصة للكوادر الادارية لتطوير مهاراتها ، إذ يقول الأمين العام للاتحاد الخليجي لكرة القدم جاسم الرميحي، ، على مدى أكثر من نصف قرن ظلت بطولات الخليج من خلال منافساتها الميدانية والفعاليات المصاحبة لها تشكل نقلة كبيرة في رياضة الخليج، وأسهمت في تطوير وإبراز كوادر تنظيمية وقيادات إدارية كان ولا يزال لها دورها الكبير في تطوير كرة القدم الخليجية بعد أن اكتسبوا الخبرات من خلال مشاركتهم في التنظيم والإدارة والفعاليات والملتقيات المختلفة التي ظلت تصاحب هذه الدورات .

  و نجحت بطولات الخليج العربي ، في تقديم مدربين وطنيين ماهرين، وستؤدي هذا الدور في البطولات القادمة ، حيث تحدي تقديم الافضل يتجدد مع انطلاق كل بطولة خليجية .

  وسائل الاعلام ايضاً طورت قدراتها المهنية في بطولات الخليج العربي على مستويات المتابعة والتحليل وقدمت وجوه اعلامية واعدة اسهمت في صناعة ثقافة رياضية رصينة ، ويقول المشرف العام على إدارة الإعلام والاتصال بالاتحاد السعودي لكرة القدم سلطان المهوس : إن بطولات الخليج ظلت منذ انطلاقتها الأولى تحقق مكاسب كبيرة لكرة القدم بالمنطقة على المستويات الفنية والتنظيمية والإدارية والاعلامية ، وصنعت نجوماً على هذه الاصعدة .

  و بطولات الخليج فرصة للحكام ايضا في ادارة عدد اكبر من المباريات الدولية في الموسم الرياضي الواحد ، وصعود نجم عدد منهم في بطولات قارية ودولية .. و هنا يقول الصحفي الاماراتي طلحة عبد الله ، لعبت بطولات الخليج العربي في بروز عدد من قضاة الملاعب الذين قادوا مباريات على المستويين القاري والدولي ، مثل فلاح الشنا، وعبدالرحمن الزيد، وعلي بوجسيم، ومحمد عبدالله حسن، وسعد كميل . 

   وبطولات الخليج العربي فرصة للاعب أيضاً  في ان يعتني أكثر وأكثر بتفاصيل عمره الرياضي ليؤهله لتقديم افضل اداء في البطولات ، ويُعّدد الدولي الكويتي بشار عبدالله مكاسب بطولات الخليج وفوائدها ، ويشير انها أسهمت في الارتقاء بالمستويات الفنية للاعبين والمنتخبات من خلال الاحتكاك القوي والتنافس الكبير في ميادينها ، وعززت سبل التقارب بين الأشقاء من خلال المنتديات والملتقيات والديوانيات ومختلف الفعاليات المصاحبة، لتصبح منجماً للمواهب ومدرسة للكوادر الإدارية والتنظيمية والتحكيمية .

  ويرى النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة الإماراتي ورئيس لجنة المسابقات ، عبيد سالم الشامسي، ، أن بطولات الخليج ظلت ولا تزال تخدم الأهداف التي قامت من أجلها، فقد أسهمت بفاعلية كبيرة في تطور المستويات الفنية لكرة القدم بالمنطقة .

   قد يقول قائل ان ازدحام البطولات لها جانب سلبي ايضا ، منتخبات فئات الناشئين والشباب وتحت (23) سنة  ، والمتقدمين في دول الخليج العربي ، لها استحقاقات رسمية قارية ودولية في جدول زمني مُعّد سلفاً ، وكثرة البطولات ستلحق ضرراً بدنياً وفنياً باللاعبين في المقام الاول ..

وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها ، ولكن اتحاد الخليج العربي ، بوسعه برمجة نشاطاته  بحيث لا تتقاطع مع الاستحقاقات الاسيوية والدولية .