الخفاجي: جهود شخصية تثمر فعّاليات متنوّعة وتكريماً للمبدعين

فنانون وأدباء يطالبون بدعم مهرجان عيون الدولي

بغداد - أمجاد ناصر

عباس الخفاجي، إعلامي وكاتب وفنان ومخرج مسرحي من الرواد، ما زالت لمساته وبصماته الإبداعية محفورة في ذاكرة الجمهور، لم يستسلم لمغريات الزمن بالإسفاف الفني و مواكبة الموجة التي ليس لها أصالة و بعيدة كل البعد عن أخلاقيات الفن والفنان، وظل متمسك بمبدأ الفن الجميل و الحضور للمهرجانات بالزيّ الرسمي وخاصة للفنانات او من الضيوف ليقدم رسالة للجمهور العراقي و ضيوف المهرجان من خارج العراق بأن الفن بالابداع والتميز وليس بالمظاهر والازياء الفاحشة، و رغم اصابتة بوعكة صحية وخضوعه لعمليات عدة، أصرّ على أعتلاء منصة المهرجان التي احتضنتها قاعة إيفا في منتجع الف ليلة وليلة في بغداد مؤخرا مستنداً بواسطة عكازه، قائلاً : لم نستلم أي دعم حكومي لأقامة مهرجان عيون للإبداع الدولي النسخة  17  و حتى مبلغ 10 مليون دينار، المخصص  من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لايجار القاعة و دفع تذاكر السفر والإقامة في الفندق و النقل و تنصيب الاجهزة و جميع مستلزمات المهرجان و الضيافة، للأسف الشديد لم يصرف المبلغ لذا عملنا على الجهود الذاتية، ولولا هؤلاء الجنود الذين وقفوا معي لما كان هذا المهرجان وهم سبب نجاحه، رفضنا الرعاية السياسية او الشخصية التي تبحث عن الظهور على حساب المهرجان، لأننا نعمل لارساء الثقافة والفن والاحتفاء بالمنجز العراقي تحت شعارالمبدعون صناع الحياة ومجد الوطن، ومن خلال المهرجان يتعرف ضيوفه على الفن العراقي الاصيل ورسالتنا الرصينة، من أجل خدمة الحركة الثقافية والفنية والإعلامية أمام الحضور من مختلف الدول العربية والأجنبية، والمحافظة على الصورة الجمالية والوطنية عن العراق وحضارته الكبيرة).

روح المنافسة

كما اشار مدير المهرجان الفنان حيدر عبدالكريم: تأتي هذه الجائزة في إطار سعي المؤسسة إلى تشجيع الإبداع وبث روح المنافسة في الأوساط الثقافية والفنية والإعلامية، وتعزيز التبادل بين الطاقات العراقية داخل الوطن وخارجه، وشملت المسابقة المجالات الآتية: الإعلام بمختلف اختصاصاته، الأدب بأجناسه كافة، الدراما، الفنون المسرحية، السينما، الموسيقى والغناء، والفنون التشكيلية فضلا الشخصيات المبدعة والمؤثرة بالمجتمع، وتشكلت لجنة التحكيم برئاسة الروائي أمجد توفيق، فضلا عن ترشيحه الفائزين عن الادب، وأعضاء اللجنة كل من الفنانة فاطمة الربيعي ( المسرح ) و المخرج هاشم أبو عراق ( السينما ) و التشكيلية نبراس هاشم ( التشكيل ) والموسيقار قيس حاضر (الموسيقى والغناء) والدكتور ناجد جباري(الاعلام ) .وقبل ان تعتلي عريفتا الحفل  ياسمين مكي ونانسي السيد من لبنان، بتقديم الفقرات الفنية و الغنائية، ظهرت على شاشة أغنية المهرجان كلمات و ألحان جمعة العربي، غناء صباح زيداني و يارا، توزيع محمد صلاح، انتاج شركة نوتة القاهرة، تنفيذ أمجاد ناصر، اشراف عباس الخفاجي، وغنى الفنان قاسم السلطان ( حرامات ) وعبد فلك (أنساكم) كلمات صفاء الربيعي ولحن عمر هادي وتوزيع أسعد عبد الجبار، وغنت المطربة السورية هدية السبتي (شعب واحد) من كلمات الشاعر محمد المحاويلي وألحان كريم هميم، فيما غنت المطربة السورية سارة الخطيب (تجافيني وقلبي موجوع) للفنانة الراحلة سعاد توفيق، وغنت المطربة العراقية المغتربة في أستراليا محبة فاروق (أمي بغداد) شعر وألحان جمعة العربي، والفنانة المغتربة أنعام كريم من السويد ( بغداد ) كلمات فريال البستان وألحان جمعة العربي، نوال خان من إنكلترا و محبة فاروق من استراليا، كما القى الشاعر الأماراتي علي صياد الأحبابي (وجدانيات ) وكذلك الشاعرة الاردنية وصال الصقار، وقدم الفنان الاكاديمي حسين علي هارف، عرض مسرحي مونودراما (يا حريمه) على أنغام عود الموسيقار محمد العطار، ثما قدمت فرقة بيت العود بقيادة الموسيقار العطار مقطوعة موسيقة، وقدم الموسيقار سليم سالم مقطوعة (نشوة).

وتحدثت الفنانة الإعلامية المصرية منى عبد الغني: أنا سعيدة بوجودي لأول مرة في العراق أرض الحضارات وبين دجلة والفرات و شعبه الطيب، متمنية النجاح الدائم والتوفيق لأدارة المهرجان على هذه الفعاليات التي جمعت الفنانيين من مختلف الدول العربية. ويضيف الشاعر الأماراتي علي الصياد الإحبابي : شعوري لا يوصف وتشرفت بوجودي بينكم، وجدت أهلي وناسي وكل الترحيب والكرم  والتكريم، هذه زيارتي الأولى للعراق ولن تكون الأخيرة لبلد الخير والفن والحضارة، و رسالتي للعالم ( زوروا العراق وتعرفوا على الناس الأصيلين ) . كما أكدت الفنانة السورية سارة الخطيب: على الرغم من اقامتي في كردستان العراق و تعرفي على العديد من الفنانين العراقيين، لكن أحساسي و شعوري لا يوصف بلقاء النجوم و زياراتي لبغداد مدينة الفن والابداع، والشكر للفنان عباس الخفاجي الذي جمع الفنانين في هذا المهرجان الراقي. كما طالب الفنان سامي محمود: بضرورة دعم الدولة للمهرجان بما يضمن استمراره وتمكينه من تقديم الفن العراقي والعربي الأصيل، والارتقاء بالنتاجات الإبداعية محليًا وعربيًا، لأن المهرجان يحتاج الى تمويل كبير ليقدم افضل العروض والفقرات الفنية والثقافية للمبدعين العراقين والعرب، وهو يمثل رسالة و صورة مشرفة لواجهة الفن و الثقافة العراقية . كما بين الفنان عبد فلك: نتمنى للمهرجان أن يحظى بالدعم من الدولة والجهات المعنية لكي يستمر ويتطور ويواكب طموحات الناس، ليصل هذا المهرجان إلى أفضل صورة ممكنة داخل الوطن العربي، ونأمل أن يكون دائمًا بالمستوى الذي يليق باسم العراق.

كما أكد الفنان ماجد ياسين: هذا المهرجان دائمًا سبّاق في تقديم كل ما هو جميل لعوائلنا وللفنانين المبدعين، وهذا المزيج المتجانس بين الفنانين العرب والأشقاء يظهر لأننا جميعًا اننا ننتمي إلى نسيج واحد ضمن الوطن العربي، والعلاقة بين العراق وبقية الدول العربية علاقة طيبة وقوية، ويغلب عليها الإبداع والروح الجميلة، ونحن نرى الكرم من أشقائنا العرب مثلما يعرف الجميع كرم العراقيين وطيبهم، ويسعدني جدًا أن أشاهد مثل هذه المهرجانات الراقية التي تضم نخبة من الفنانين العرب والمبدعين العراقيين، وتشعر من خلالها بأن علاقاتنا بخير وفيها سعادة وتطور وتألق.

و أضاف الفنان إياد الهندي (كومار): أتقدّم بالشكر للخفاجي على مبادرته المميزة في استقبال هذه النخب الفنية والتعريف بهم. وأتمنى له المزيد من التوفيق وأشكره على الدعوة الكريمة، وهذا الانسجام بين الفنان العراقي والعربي، وكذلك بين الصحفيين .من جانبه بين الفنان قاسم السلطان: اليوم نشهد حضورا جميلًا من مختلف الدول العربية في العراق، ونبارك لإدارة المهرجان هذا التنظيم الرائع والفعاليات الجميلة، وهذا الحضور الكبير الذي ملء القاعة ما يدل على حب الفن و الثقافة .ومن ضمن المحتفى بهم، تكريم الصحفي  ياسين ياس من جريدة( الزمان)، تقديرًا لمسيرته الطويلة في العمل الصحافي، وما قدمه خلال سنوات من تحقيقات و تقارير صحفية في مجالات متعددة، كما تم تكريم زميله مراسل (الشرقية) الاعلامي أمجاد ناصر، عن أنجازه سيناريو وأخراج الفيلم الكارتوني ( الاسنان الشرسة ) الفيلم هو الأول من نوعه ينتج بطريقة الذكاء الاصطناعي، انتاج وأداء الدكتور سيف الشاكر، مونتاج احمد حلمي - سيد حلمي، التسجيل الصوتي استديو نؤاس أموري للانتاج والتوزيع الفني، أداء الأصوات، أمجاد ناصر- دارين وليان وتيم سيف وسارة الجوزائي.

كما اشاد، الناشط المدني نزار الشريدة مدير مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية في العراق  بالجهود القيمة لانجاح المهرجان. فيما أضاف الدكتور الاختصاص سيف الشاكر الوكيل الحصري لأكاديمية وإبتسامة اوكسفورد البريطانية لطب الاسنان في العراق وإقليم كردستان: (ما شاهدناه من أحتفال و حضور جماهيري ونخبة كبيرة من كبار الفنانين العراقيين و العرب، أبهرنا لانه مثل هذه المهرجانات تحتاج الى ميزانية كبيرة، بينما هذا المهرجان اعتمد على جهود ذاتية و خرج لنا بأجمل صورة مشرفة تنقل المشهد الفني العراقي الى الخارج، وشكرا على تكريمي بدرع الابداع لصفتي أول طبيب عراقي حاصل على لقب قياسي عالمي رسمي عن فئة أكبر عدد لمعالجة ملكات الجمال من في مجال طب أسنان تجميلي) .

كما شهد المهرجان استعراض للسيارات الكلاسيكية التي نقلت الضيوف للقاعة ومعرض لللكتاب لدار الشؤون الثقافية وتوزيع الجوائز على المبدعين.