هدم التعليم
محمد الربيعي
اذا اردت هدم حضارة فما عليك الا ان تبدأ بهدم التعليم. فالمدارس والجامعات ليست مجرد مبان او مناهج، بل هي مصانع لأفكار المجتمع وقيمه ومهارات افراده. عندما تتراجع جودة التعليم وتقل قيمته في حياة المجتمع، تتآكل الثقة في المؤسسات وتضعف القدرة على الابتكار والتعلم مدى الحياة. من هنا يبرز اثر التعليم كعامل محوري فهو يحدد من يستطيع القيادة ويحدد من يمتلك الأدوات للتعاون والتفكير النقدي، وهو عمود استقرار المجتمع او سقوطه في مواجهة التحديات. فكلما ضاعفت الحلقات التعليمية من فرص التعلم والتطوير، زادتما قدرة المجتمع على مواجهة الأزمات وخوض التحديات بشجاعة ومسؤولية. بينما حين تهمش التربية والتعليم تضعف الأسس المعرفية والتشريعية والاخلاقية للمجتمع، فتصبح التغيرات اقل قابلية للفهم وأكثر عرضة للانقسام والتوتر.