النسوية السياسية المحمية
فاتح عبدالسلام
رئيسة المكسيك تتعرض على الهواء لتحرش جنسي من رجل قيل انه تحت تأثير المخدرات، حاول تقبيلها وتحسّس أجزاء حساسة من جسمها، حين كانت الرئيسة بين أبناء شعبها تتبادل التحيات والأحاديث، من دون اية حواجز بروتوكولية. ويقال انّ الرئيسة برغم رفعها قضية تحرش ضده، قبلت في لحظتها اخذ صورة تذكارية معه.
الحمد لله انّ العراق محمي على الصعيد “النسوي” السياسي من هذا النوع من الاعتداءات والتحرشات، إذ بالرغم من اجتماع كل العيوب السياسية والعقائدية والثقافية والنفسية في الكوتا النسائية في دورات الأحزاب بمجلس النواب، كانت السياسيات في موقع آمن من هذه الناحية المحرجة، ولعل ذلك يرجع الى أسباب كثيرة، يمكن أن نرى منها ما يأتي:
أولاً، لا توجد علاقة انتشار شعبي للبرلمانيات والحزبيات بين الناس، وحين تدفعهن المصادفات والمناسبات الى مواجهة الناس نراهن يتمتعن بطواقم حراسات معبأة في “التاهوات” السوداء، لم نر مثلها مع رئيسة المكسيك، كما انهن يعرفن المسافة التي ينبغي الاقتراب منها الى الشعب، وفي أي المواسم يجب ان يكون ذلك الاقتراب المحسوب، لذلك هنّ محميات من الوقوع ولو بالصدفة في مثل تلك المواقف الصعبة.
السبب الثاني، انّ هناك بعضهن، ربّما، أقول ربّما لا يشعرن بملامسة أي شخص لهن عن طريق قصد أو من دون قصد، بسبب وجود طبقات عازلة قوية من السيلكون والفيلر تحيط بهن. لذلك لم تسجل حوادث محسوسة من ذلك النوع حتى الآن.
السبب الثالث، هو تفاقم حالات الاشمئزاز والسخط والتذمر الشعبي من الطبقات السياسية عامة، ومن الطبيعي أن تقع حصة من تلكم الحالات المنفرة على الجزء النسوي في العملية السياسية.
السبب الرابع، حالة التشابه في ملامح الوجوه وحركات الأصابع والأيدي والرؤوس فضلاً عن المواقف، بين الأعضاء والعضوات، والحزبيين والحزبيات، لاسيما في خلال جلسات تبادل القصف العشوائي بقناني الماء ومنافض السيكائر.
السبب الخامس، لا يمكن للمراقبين استبعاد نظرية التستر على الفاعل.