مجلس القضاء يحذّر المرشحين من الإساءة للخصوم عبر الإعلام

خبراء: الصمت الإنتخابي بلا جدوى أمام طوفان المحتوى الرقمي

بغداد - قصي منذر

رأى خبراء، أن الصمت الانتخابي الذي حددت تاريخه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، تمهيداً لاقتراع الحادي عشر من تشرين الثاني الجاري، لم يعد ينسجم مع واقع الإعلام الحديث، مؤكدين إن القوانين التقليدية فقدت فاعليتها أمام الفضاء الرقمي المفتوح الذي لا يعرف حدوداً زمنية أو جغرافية. وقال الخبراء أمس إن (الإعلان عن بدء الصمت الانتخابي ابتداءً من صباح الثامن من الشهر الجاري، جاء بهدف منح الناخبين فرصة للتفكير بعيداً عن تأثير الدعاية السياسية، إلا إن هذا الإجراء بات اليوم أشبه بمحاولة وضع لافتة الهدوء رجاء في مدينة تضج بالضوضاء الرقمية، إذ لا يمكن إسكات وسائل التواصل الاجتماعي أو وقف تدفق المحتوى في عالم افتراضي متصل على مدار الساعة)، مؤكدين إن (فكرة الصمت الانتخابي نشأت في أوربا مطلع القرن العشرين، عندما كان الإعلام محصوراً بالصحف والإذاعة، وكان بالإمكان ضبط الحملات ومنع التأثير في اللحظات الأخيرة، لكن التطورات التكنولوجية نسفت هذه الحدود وألغت إمكانية السيطرة على تدفق المعلومات)، وأوضح الخبراء إن (المحتوى ينتشر في ثوانٍ عبر آلاف المستخدمين العاديين، الذين لا تصنفهم القوانين كحملات انتخابية، بينما تواصل الإعلانات الممولة نشاطها حتى من خارج الحدود، الأمر الذي جعل الصمت الانتخابي صامتاً على الورق فقط، بينما يستعر الجدل في الفضاء الإلكتروني)، وأشاروا إلى إن (الولايات المتحدة ودولاً أوربية عدة كألمانيا وهولندا والسويد، تخلت عن هذا النظام، بينما ألغت كوسوفو فترة الصمت السابقة ليوم الاقتراع، مكتفية بحظر الدعاية أثناء التصويت).

تجارب حديثة

وشددوا على إن (التجارب الحديثة أثبتت أن فرض الهدوء الإعلامي إجراء غير واقعي، لأن الأحزاب تواصل نشاطها عبر حسابات غير رسمية وجيوش إلكترونية تملأ الفضاء بالمحتوى السياسي دون توقف، بينما تقوم الخوارزميات تلقائياً بترويج المنشورات)، ومضى الخبراء إلى القول إن (الأدوات التقليدية في العراق كمنع التصريحات أو إيقاف البرامج التلفزيونية، لم تعد كافية أمام طوفان المحتوى الرقمي، الذي يصعب ضبطه أو تعقبه). وحددت المفوضية في وقت سابق، موعد بدء الصمت الانتخابي والتصويت الخاص. وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي في تصريح أمس إن (التصويت الخاص للانتخابات سيبدأ عند الساعة السابعة صباحاً من يوم الأحد 9 تشرين الثاني، ويشمل منتسبي هيئة المنافذ الحدودية، ووزارات الداخلية الاتحادية وإقليم كردستان وجهاز مكافحة الإرهاب والبيشمركة والدفاع وهيئة الحشد)، وأضافت إن (عدد الناخبين المشمولين بالتصويت الخاص يبلغ مليون و313 الف ناخب)، وأكدت غلاي إن (مرحلة الصمت الانتخابي ستبدأ عند الساعة السابعة من صباح يوم 8 تشرين الثاني الجاري)، مشيرة إلى إن (أي جهة من المرشحين أو الأحزاب أو التحالفات، تقوم بخرق الصمت الانتخابي، ستسجل عليها مخالفات انتخابية وفقاً للتعليمات والقوانين المعمول بها). على صعيد متصل، جدد مجلس القضاء الأعلى، دعوته لمرشحي الانتخابات إلى تجنب الإساءة للمنافسين عبر وسائل الإعلام. واوضح بيان تلقته (الزمان) أمس إن (مجلس القضاء يجدد دعوته لمرشحي الانتخابات البرلمانية القادمة، إلى تجنب الإساءة للمرشحين المنافسين عن طريق وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي)، مؤكداً إن (التنافس يبقى ضمن حدود القانون من خلال طرح البرامج الانتخابية للمرحلة القادمة، بما يشجع المواطنين على المشاركة الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري باختيار الأفضل وبخلافه سوف تتخذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين).