الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فرويد لمناسبة ذكرى وفاته

بواسطة azzaman

فرويد لمناسبة ذكرى وفاته

قاسم حسين صالح

 

لوأجرينا مسحاً لأهم ماكتب عن « فرويد 1856- 1939 « لوجدنا وجهات نظر تثير حدة التباين فيها دهشة الكثيرين منا. فبعض وجهات النظر اعتبرت « فرويد « ثوريا « قدم للقرن العشرين خدمات لا تقارن الا بما قدّمه « ماركس « للقرن التاسع عشر، وانه ــ فرويد ــ لا يقل خطورة عن « ماركس « نفسه. فيما ترى وجهة نظر أخرى في « فرويد « بأنه هو الشخص الذي وجّه الضربة « القاضية! « للماركسية . وتقيّم فلسفة فرويد ـ من احدى وجهات النظر ـ بكونها تشاؤمية في حين يرى آخرون في فرويد مبشّرا من نمط كارل ماركس.                    

ويتحمس بعضهم لفرويد لكونه ناقدا جريئا» « للأخلاق البرجوازية « وداعيا» من اجل قيم اخلاقية جديدة، فيما يصفه آخرون بأنه خير معبّر عن برجوازية فيينا في القرن العشرين، وعدّه آخرون زنديقا» هدف الى تهديم الأخلاق والدين.

ويرى آخرون بأن احدا من المفكرين منذ عهد « ارسطو « لم يوفق الى فهم الطبيعة الانسانية مثلما وفق فرويد. وأنه الباحث الذي كشف عن رحاب وانفاق مجهولة للروح البشرية، وأنه أحد أعظم المعادين لليوثوبيا في اوائل القرن العشرين، وأنه لا يوجد في العصر الحديث شخص عظيم له عقل ومزاج متطوران كما هو الحال عند فرويد ، فيما يرى اتجاه مضاد بأن كل ما جاء به فرويد هو شكل من اشكال التعبير عن اللاعقلانية، وان الفرويدية معادية للتقدم الانساني لكونها ترى ان الشر الاجتماعي لا بد منه، ولأنها تعطي دورا» مطلقا» للدافع النفسي في سلوك الفرد.

واذا كانت مثل هذه المواقف تأتي من خارج الحركة الفرويدية فان في داخل هذه الحركة تيارات تطلق على نفسها تسميات اليسار واليمين والمحافظة، تتبادل التهم فيما بينها لدرجة ان اليمين منها يعدّ يسار الفرويدية الوجه السيكولوجي للماركسية، في الوقت الذي ترفض فيه الماركسية كل هذه الاتجاهات بوصفها مثالية.

والمفارقة انه ابتكر في عشرينيات القرن الماضي مصطلح (الماركسية الفرويدية). ففي عام 1929 نشرت مجلة (النظرية الشيوعية) مقالة للفيلسوف الالماني فيلهلم رايش بعنوان (المادية الجدلية والتحليل النفسي) تبعه الكاتب اوتو فينيشيل في عام 1934بمقالة اهم بعنوان (التحليل النفسي كنواة مستقبلية لعلم النفس الجدلي المادي). وكان عالم النفس الاجتماعي المعروف اريك فروم احد اعضاء مجموعة برلين للتحليل النفسي الماركسي.

 لقد مات فرويد في (23 ايلول 1939) فهل ماتت أفكاره؟ وهل مات التحليل النفسي بعد أكثر من ثمانين سنة على تأسيسه؟.

 

 

 

 


مشاهدات 54
الكاتب قاسم حسين صالح
أضيف 2025/09/30 - 2:44 PM
آخر تحديث 2025/10/02 - 7:33 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 112 الشهر 1461 الكلي 12041316
الوقت الآن
الجمعة 2025/10/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير