الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في الذكرى السابعة والخمسين لرحيل الإمام آية الـله العظمى السيد محسن الحكيم رضوان الـله عليه

بواسطة azzaman

في الذكرى السابعة والخمسين لرحيل الإمام آية الـله العظمى السيد محسن الحكيم رضوان الـله عليه

حسين الصدر

 

-1-

مرجعية الإمام السيد الحكيم قدس سره من أعظم المرجعيات الدينية التي قُدّر لنا أن نراها وهي شامخة الأبعاد والأمجاد على كل الصعد.

-2-

إنها مرجعية صالحة رشيدة امتازت باهتماماتها العالية بشؤون المسلمين في شتى أرجاء المعمورة وأولت الفكر والثقافة عناية خاصة حيث أنشأت مكتبة عظيمة (مكتبة الإمام الحكيم، في النجف الأشرف) وامتدت فروعها لتغطي أغلب المدن العراقية في منحى دال على عمق العناية بالوعي الرسالي والسعي لجعل الجيل المعاصر جيلاً يحمل العلم في كف وهدي الكتاب والعترة في كف أخرى.

-3-

وكانت مدرسة العلوم الإسلامية التي أمر بانشائها تؤهل طلابها لمهمات التبليغ المتناغم مع متطلبات العصر فكانت تدرّس كتاب (فلسفتنا) و(اقتصادنا) للإمام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس سره مضافاً إلى تدريس (العقائد) و(الأخلاق) فضلاً عن كتب الفقه والأصول.

وقد نجح خريجوها في مهامهم خير نجاح.

-4-

كان رضوان الله عليه يؤثر مصلحة الدين على كل المصالح الأخرى.

جاءه يوماً المرحوم الحاج خزعل التميمي عارضاً عليه تقديم خدمة خاصة له، فشكره وقال له:

اخوانك في كركوك يحتاجون إلى (حسينية) ليقيموا فيها شعائرهم الدينية،

وبالفعل وفق الحاج خزعل لبناء حسينية مهمة في كركوك لسد هذا الشاغر.

-5-

كان (رحمه الله) صاحب تاريخ جهادي ناصع فقد كان الساعد الأيمن للسيد محمد سعيد الحبوبي أيام المنازلة الكبرى للاستعمار البريطاني.

-6-

لم تكن تأخذه في الله لومة لائم.

أراد عبدالسلام عارف أن يزوره فرفض مقابلته، لما اتسم به عارف من مواقف لم تكن مرضية عنده.

-7-

كان (رحمة الله عليه) يختار عيون العلماء والفضلاء ليكونوا وكلاء له في شتى المحافظات والأقضية والنواحي.

واستطاع من خلال رعايته وحبه للمؤمنين أن يكون مهوى لقلوبهم، حتى أنه حين جاء إلى بغداد بادر الناس ورفعوا سيارته بأيديهم حباً له وتكريماً.

-8-

أما فقاهته فيكفي أن نذكر بأنه صاحب (مستمسك العروة الوثقى) الناطق بعلو كعبه في الفقاهة.

كما أن كتابه (حقائق الأصول) يعكس نظراته في علم الأصول.

-9-

في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1390هـ اختاره الله لجواره فكانت وفاته فاجعة كبرى أدمت القلوب وأبكت العيون.

وقد أَرَّختُ وفاته بتاريخٍ شعري جاء فيه:

سيفُ المنايا مُرْهَفُ الحَدِّ

يُردِي ولا نقوى على الرَدِّ

بَعَث الأسى فينا وفجرّها 

ناراً تَضُجُ بلاعجِ الوَجْدِ

فمصيبةُ الاسلامِ قد عَظُمَتْ

بِحَكيمهِ وَزَعيمهِ الفَرْدِ

والأمةُ الثكلى بِهِ فُجعِتْ

وعزاؤها لإمامها المهدي

وغدت تؤبنُه مؤرخةً:

(مَثوى الحكيمِ بجنّة الخُلْدِ)

1930هـ

نسأله تعالى أن ينزل عليه شآبيب رحمته ورضوانه وأن يحشره مع أوليائه الطاهرين محمد وآله الطيبين المعصومين.

إنا لله وإنا إليه راجعون

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 225
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2025/09/20 - 3:34 PM
آخر تحديث 2025/09/27 - 5:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 170 الشهر 19407 الكلي 12037280
الوقت الآن
السبت 2025/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير