الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تعقيباً على أيها السفراء الجدد

بواسطة azzaman

تعقيباً على أيها السفراء الجدد

عادل سعد

 

استمكالاً للمداولات  الهاتفية التي جرت على هامش مقالي في الزمان ، عدد يوم  الثلاثاء ،التاسع من ايلول الحالي  بشأن السفراء العراقيين الجدد ، نعم كنت قاسياً  ، ولكن مقارنةً بالمسؤولية المعرفية التي اضطلع بها وهي واجب لا يجوز ان اهرب منه ، لذا كتبت ما أجد ضرورة التذكير به .العراق الان على الحافة وسيبقى عليها الى اجل غير مسمى ،اذا لم تتغير اولويات العمل السياسي .إن ما قلته لا يعني ان كل الذين يشتغلون بالسياسة الان سيئين  ، كذلك الحال بالنسبة للنظام السابق لم يكن كل المنضوين تحته كانوا سيئين .

لقد  أدار صدام حسين البلاد  بجبروت تسلطي تزين بمزاعم الخيار الوطني   والقومي الغبي وليس المنفتح على حقوق الآخرين . لقد حاول ان يصنع نفوذاً لحسابه الشخصي ولعائلته ،  وألا ماهي مؤهلات عدي المعرفية ، وماهي مؤهلات قصي العسكرية  الذي كان يصدر الاوامر الى قادة عسكريين خبراء ، لذلك  اختفت العديد من الشخصيات العراقية الواعدة  .لقد جاءت كل قرارات صدام  على حساب  المنطق والعراق ، ارضاءً لغرور كان يعتقد أنه سيجعل له منزلة تاريخية  لكنه انتهى به الأمر إلى ما انتهى ,  وهنا  الفارق الكبير بين موقفه وموقف الرئيس التشيلي سلفادور الليندي عندما وقف على أبواب القصر الجمهوري في العاصمة  سانتياغو يوم الحادي عشر من ايلول 1973 يتصدى بشجاعة مطلقة  لجنود الجنرال بينوشيه الذي جندته الادارة الأمريكية للانقلاب على الليندي مشكلة  صدام حسين أنه حاول تصنيع خلطة من  التسلط   وسذاجة  الخيمة ولذلك لم يكن بطلاً  بريئأّ  بل زعيما   غاشماً  أثث الخراب تزويراً للواقع، وأعتقدَ واهماً  ان ما يتعرض له  العراق مجرد نزهة عنيفة تنتهي بانتصاره .لقد مهد الطريق جهلاً ، وتحت ضغط مغايرة الاخرين ليكون طريق   الامريكيين سالكة  في الاحتلال .و لم يكن لي حينها الا  المجاراة وفق المسؤوليات الاعلامية المتواضعة التي اضطلعت بها  ومعي مئات  بل الاف الموظفين الاخرين دفاعا عن العراق  ، وهذه مفارقة جوهرية يصعب فهمها من  البعض .لقد كنت أعيشها يومياً ، واعترفت بها في اكثر من مقال ودراسة كتبتها  ، ونشرتها  بعد عام 2003 لقد تبين لي حينها من  خلال علاقاتي الواسعة في الوسط المعرفي الوطني ، أن هناك عراقيين بالملايين   كانوا يشاطرونني  هذه المفارقة المحزنة  بينهم مسؤولين قياديين  من الصنف الاول . كانوا منقسمين على أنفسهم . على اي حال  ، ما اوردته عن السفراء الجدد   يناسب الحدث بكل حيثياته ، واشعر انني قدمت به  توصية تستحق الاهتمام والا فان بلدي مقبلٌ على وهن  اشد  ، بل وانقراض قسري ، إن لم ينتبه الى ما تجود  به عقول عراقية تستحق التقدير،  وعلى رأسهم السيد علي السيستاني  الذي أراه اميراً للمنطق المتوازن حقاً ، خاصةً  في حرصه على مفهوم الدولة المدنية ، ولكم ان تفحصوا شهادته الفلسفية الايمانية الوطنية  (السنّة انفسنا)  إن المشكلة المعرفية التي تضرب العراق الان  هو التحصن  في قناعات لاتخضع للاولويات التي تحتاجها البلاد  ، بل للاهواء  الطائفية والمناطقية( وافة  الرأي الهوى) .

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 52
الكاتب عادل سعد
أضيف 2025/09/15 - 2:42 PM
آخر تحديث 2025/09/16 - 12:02 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 17 الشهر 10817 الكلي 12028690
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/9/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير