أهداف عظيمة شكلت أساساً روحياً لنهضة مشرفة

جاسم العزاوي

إحتفلت الصين بالذكرى الثمانين، لإنتصارها في حرب المقاومة ضد الإعتداء الياباني والفاشية، وهو الأول في تاريخ العداء الياباني على الصين، في مرحلة كانت خلالها اليابان لا تفعل شيئاً سوى الإعتداء على جيرانها، في حملة هوجاء، بدأت منذ عام 1840 وإنتهت في 1945 لتتحول اليابان الى بلد علم وحضارة وسلام، مستفيدة من درس القنبلتين النوويتين الأمريكيتين اللتين أيقظت صحو اليابان، فتحولت من القتل الإحترافي الى السلام المطلق، متلذذة بالفتوحات المعرفية بدل الغزو العسكري.ما حصل علَّم اليابان وسواها أن السلام والجهد والإقتصاد والوقت والعقول الأكاديمية والأيدي الماهرة التي ترصد للإرتقاء بالوطن والشعب، خير من سفحها في الحروب، والشعب الصيني هو الآخر أفاد من تلك التجارب، في الحرص على الرقي الحضاري والإخلاص للوطن ونبذ الإستفزازات العسكرية والسياسية من حيث ما وردت، وتكريس الجهود للعمل الإقتصادي حيث تواصل الصين تحقيق معجزات مشهودة في الصناعة والزراعة والتجارة والعمران والإنشاءات والسياحة.كل تلك دروس وظفتها الصين في صقل شخصية الفرد لينسجم حضارياً مع المجتمع وبالتالي الإنتماء الإيجابي للأسرة الدولية، حيث تعيش عالماً مفتوحاً على القرية الكونية.الإيمان بالوطن روحياً درس أول تبعته دروس ناتجة عن إدراك جمال السلام بالقياس الى بشاعة الحرب، طورتها الصين واليابان وكل الدول التي ذاقت ويلات الحرب أو لم تذقها، في بناء أوطانها بناءً أمثل، مدركة وجوب التمسك بمناهج التنمية السلمية، التي تؤسس على الإحترام المتبادل مع دول العالم، ومحو آثار الماضي والعمل على بناء علاقات راهنة ومستقبلية تخدم مصالح الجميع، من حيث ترسيخ سيادة الحكومات على أراضي الشعوب.فلنقتدي بمن سبقونا الى الفلاح، ناكتين رماد حرائق الحرب من على أجنحتهم ليحلقوا في فضاءات الرفاه.. سلاماً سلاماً.