الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
طبيعة الصراع العربي الصهيوني

بواسطة azzaman

طبيعة الصراع العربي الصهيوني

ضياء السعدي

 

 تحاول الصهيونية العالمية، وعلى امتداد اكثر من (75) عام ومنذ قيام الكيان الصهيوني سنة 1948م، وبكل الطرق والوسائل على استبدال طبيعة الصراع القائم وهويته من صراع عربي صهيوني الى صراع ديني (إسلامي_يهودي)، والذي في حقيقته صراع قومي ووجودي مع عصابات من الشواذ و المرابين والسماسرة من الصهاينة، التي كانت تقيم مُنعزلة في اوطان متعددة، استخدمتهم الحركة الصهيونية في التأسيس لكيان خاص بهم في فلسطين العربية، التي كانت في حينها واقعة تحت الاحتلال البريطاني، بعد طرد وتهجير السكان الفلسطينيين منها، ليقوم ذلك الكيان المستحدث في المنطقة العربية، وبدعم مباشر من بريطانية والدول الغربية ومن أمريكا في الوقت الحاضر، بأدوار خطيرة ومتعددة تستهدف شعوبنا ودولنا ومجتمعاتنا.

ان التحول بطبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) مع الامة العربية، الى صراع ديني، وهذا ما تسعى اليه الصهيونية، والذي يترتب عليه آثار وتداعيات تتعلق بوجود الامة العربية الجامعة ومستقبلها، وهنا تكمن خطورة ذلك التوجه في التحول النوعي لطبيعة هذا الصراع، واثره في استحداث صراعات دينية طائفية جديدة، وما يترتب عليها من اثار وتداعيات وتطورات خطيرة، وبقصد تفكيك المجتمعات العربية واضعافها وانحلالها، بأنهاء الصراع العربي الراهن مع الكيان الصهيوني المصنع، بقرار من مؤسسة دولية منحازة، وغير عادلة وبتوجيه من الصهيونية.

يقظة وحذر

وبهذا الصدد ينبغي ان نكون في حالة عالية من اليقظة والحذر من الاستهداف الخطير، الذي تسعى اليه مراكز البحوث والدراسات الامريكية والغربية الصهيونية، والتي تُحول مخرجاتها الى سياسات معتمده، لدى مراكز القرار لتقسيم وتجزئة مجتمعاتنا العربية الموحدة، وتحويلها الى طوائف ومذاهب وشيع متفرقه ومتصارعة، والتعامل مع شعبنا العربي، ودولنا وحكوماتنا، على ضوء التقسيمات التجزيئية بعد خلق الصراعات البينية، التي كثيرا ما تُغذى إقليميا ودوليا، ويترافق ذلك مع تقديم الإسلام وشريعته السمحاء، على انه مصدرا للعنف والإرهاب، او توزيعه على طوائف ومذاهب متصارعة ومتقاتلة، في الوقت ان المذاهب الإسلامية هي مدارس فكرية واجتهادية، تتعلق بالعبادات والمعاملات، وبهذا السياق التشكيك والتشويه بنبوة نبينا الرسول العظيم العربي الهاشمي القرشي محمد ابن عبد الله (ص)، الذي بإسلامه وَّحد العرب وحملوا رسالة الإسلام الى البشرية اجمع، حيث لا انفكاك بين العروبة والإسلام لان العروبة جسم حمل اسلامنا العظيم، والذي انجز الحضارة العربية الإسلامية بجانبيها المادي والمعنوي ممثلة بالدولة الاموية والعباسية، وان العروبة تبقى مفهوما فكريا متطورا ومنفتحا، وليس عرقا او دما او عنصرية، وانما لغة وتاريخ  حضاري ومصير واحد، جامع للامة العربية الواحدة، تقوم على مبادئ الإنسانية والعزة والكرامة ورفض الطغيان والاستبداد والاستبعاد، والذي يتجلى اليوم بالمقاومة العربية الإسلامية على ارض فلسطين 

وأخيرا كتب لي احدهم بحق صمود غزة هاشم وشعبها عندما قال :

       [ جربوا كل أسلحتهم الاجرامية المحرمة، منها والممنوعة والذكية  والغبية على شعب مظلوم ...

     ارسلوا جيوشهم، وانفقوا أموالهم، وسلطوا اعلامهم، وعطلوا القوانين والأعراف الدولية، ومنحوا المحتل تصريحا مفتوحا بالقتل والابادة، ليخرج من بين المجوعين يقول : ( احنه شبعانين عز وكرامه ) ] ..

الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب


مشاهدات 26
الكاتب ضياء السعدي
أضيف 2025/09/05 - 11:16 PM
آخر تحديث 2025/09/06 - 1:05 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 73 الشهر 3785 الكلي 11421658
الوقت الآن
السبت 2025/9/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير