الفاسد وسيدة السمعة السيئة
منير حداد
نشرت مواضيع، ضمن موجة إستهداف الفساد المستهلكة، التي يتداولها العراق منذ 2003 والى الأبد، حتى لم يعد الكاتب على صفحات السوشل ميديا والصحف والفضائيات والإذاعات، يشعر بجدوى ما يكتب أو يقول، والمواطن يكتفي بالكيه، كمنصة لبث هموم الفساد والمشاريع الوهمية والـ... الواقع العراقي المتلكئ عن جادة النزاهة مطلقاً.
وإذا بأحدهم يهاتفني:
-ليش تستهدفني!؟
هل تعد هذه المكالمة إقراراً منه بالفساد؟ أم إنسياق لا واعٍ مع الشعور بالذنب؛ لأنه فاسد حتى النخاع؟ أم مازوشية لتعذيب ذاته تطهراً من فساد يقربه الى النزاهة؟ أم ماذا وماذا وماذا؟؟؟ وأخرى تناكفني لأنني كتبت عن ذوات السمعة السيئة من مرشحات إستبعدتهن هيئة النزاهة، وإتصلت تدّعي إستهدافها.. شخصياً.. من قبلي! كلاهما.. الفاسد وسيدة السمعة السيئة، لم أذكر إسميهما ولا صفاتهما.. ولم أعنيهما بالتخصيص والقصد، لكن يبدو إشتمالهما بناءً على العموم. لكن... يكاد المريب أن يقول: خذوني! هو يريد تنزيه فساده بمعاتبتي؛ يحلبني كلمة ثناء أعترف فيها بنزاهته مجاملة ودرءاً لتهمة إستهدافه؛ فلم يفلح بإحراجي محققاً له شهادة بنزاهة تناقض فساده. وهي تبحث عن إنتشار (طشه) بتبادل الحوار المأزوم الذي يرضي شغفها بالإثار؛ فيجمع المتابعين حولها، مع أنها لا سياسية ولا مرشحة، ماذا إذن؟ سوى (الطشه) الفطيرة السائدة هذه الأيام، حيث تبحث الفشنستات والبلوكرات واليوتيوبرات والفلوكرات، عن الشهرة، بفضائح تخجل منها أية إمرأة.
الإثنان لم يبلغا مرادهما مني؛ تركتهما يختنقان في الفخ الذي أعداه ولم أقع فيه.. لم أعطهما فرصة تمرير ما يبغيان.. من خلالي.. الى الناس؛ فتنسكب التبريرات باطلة؛ و... ربما ينخدع بها القراء؛ فينتخبونه هو ويتبعونها هي نجمة سوشل ميديا؛ وتتعطر رائحة الفساد الزاكمة للأنوف، بإطالة الحديث عن النزاهة فيظنهما الناس نزيهين.