إسرائيل الكبرى الجميع مستهدف
جاسم مراد
في عام 1973من القرن الماضي قرأنا مجموعة من المواقف للقادة الإسرائيليين ، نشرته الجامعة في تل ابيب ، تحت عنوان إصدارات الشهر لمواقف القادة الإسرائيليين ، وما لفت النظر ، ليس مواقف إسرائيل من الأنظمة العربية ، ولا شهيتها في فرض قوتها على المنطقة ، وإنما حديث كولدامائير رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الزمان ، حيث اكدت إن مشروعنا لا يتعلق بفرض القوة العسكرية على المنطقة رغم أهمية ذلك ، وإنما بالامتداد السياسي والاقتصادي ، بحيث تتشابك المصالح الاقتصادية ، ونسعى للامتداد بحيث تصل الأجيال بعدنا الى انجاز الخارطة التاريخية .
تهديد اسرائيل
هذا الموقف قبل اكثر من ( 47) عاماً ، هو ذاك الموقف الذي طرحه نتن ياهو ، رئيس وزراء إسرائيل قبل عدة أيام ، وإذا كانت كولدا مائير طرحت رايها بشيء من الدبلوماسية ، فنتن ياهو كان صلفاً وقبيحاً واكثر عدوانية ، عندما يقول ( إن المسؤولية التاريخية لإسرائيل هو التمدد على فلسطين كلها والأردن وسوريا ولبنان وجزء من السعودية ومصر ) وبالتأكيد الذهاب الى درب داود نحو أجزاء من العراق ، هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه ، ونتن ياهو مغرم بالخرائط ، وطرحها إذ كان ذلك على منبر الأمم المتحدة ، أو في إسرائيل ، ويحتفظ بخارطة التوسع هذه خلفه ، لكي يتذكر من يأتي بعده.
لسنا هنا بصدد معالجة مواقف السياسة الإسرائيلية ، فالأمر معروف لكل متابع ووطني وعروبي في هذه المنطقة العربية ، وإنما الامر يتعلق ، بكيفية رؤية الموقف العربي ، هل الشجب والادانة تكفي ، أم هناك مواقف تتناسب مع حجم التهديد الاسرائيلي للدول العربية ، وشطب فلسطين من خارطة وجودها .
امن قومي
نحن هنا لا نطالب احداً بإعادة احياء المشتركات العسكرية العربية ، ولا نريد التهديد بالمثل على قاعدة إسرائيل كيان عنصري غريب وغاصب للأرض الفلسطينية والعربية يتوجب مواجهته ، ولكن كل ما نطلبه كمواطنين ومتابعين عرب ، بأن يرتفع الصوت والموقف العربي على الساحتين الإقليمية والدولية ، يرتفع على أساس بأن الامن القومي العربي مهدداً بالعدوان والتوسع الإسرائيلي ، وان العلاقة مثلما تفعل الكثير من دول العالم تكون مبنية على قاعدة احترام الامن القومي العربي ورفض كل السياسات التي تهدد هذا الامن ، وان التواصل يجب ان يخضع لهذه المعادلة ، ثم إن القضية الفلسطينية كوطن وشعب لا يمكن المساس بها أو التنازل عنها وذلك على قاعدة إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967وعاصمتها القدس وضمنتها القوانين الدولية ، وهي جزء مركزي من الامن القومي العربي ، وان النضال الفلسطيني بكافة اشكاله وعناوينه حقاً مشروعاً عربياً وعالميا يجب دعمه ومساندته .
المسألة الأخرى بما إن الضعف في الموقفين العربي والإسلامي في نصرة غزة وشعبها التي تتعرض للإبادتين العسكرية والتجويعية ، فأنه لابد من مراجعة كل العــــــــــــــلاقات مع هذا الكيان ، على قاعدة خطوة مقابل خطوة ، حتى يشعر هذا الكيان بأن الساحة العربية ليست ممراً سهلاً ، وأن الامة العربية قوة فاعلة ومؤثرة إقليميا ودولياً .
لابد من تأكيد المؤكد ، بأن إسرائيل تتنقل بخطوات واسعة في الضفة الغربية ، عبر الاستيلاء على الأراضي وإقامة المستوطنات ، أو من خلال الضم التدريجي لمدينة القدس ، وقادة إسرائيل لا يخفون نواياهم ومواقفهم باحتلال الضفة الغربية وطرد شعبها ، مثل هذا السلوك العنصري البربري الإسرائيلي لايحتاج الى تنديد فقط او مواقف مرنة متذبذبة بل يحتاج الى إجراءات لكي تعرف اسرائيل مدى أهميتها،
ونحن نعتقد إذا استمر الموقف العربي على هذا النحو ، انتظروا ماذا تفعل إسرائيل بسوريا ثم لبنان ، ولو كان هناك موقفاً عربيا إسلاميا ينسجم مع قدرة وقوة هذه الدول لما استمر قتل الغزاويين وتجويعهم .
وهنا بات الخطر الصهيوني يدق أبواب العرب عبر الدولة الإسرائيلية الكبرى ، فلنرى ماهي الخطوات العربية في مواجهة خارطة نتن ياهو ..