الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شاعرات مبدعات ملهمات وحداثويّات

بواسطة azzaman

شاعرات مبدعات ملهمات وحداثويّات

 

صدر عن دار صبري يوسف بالسويد كتاب «شاعرات، مبدعات، ملهمات وحداثويّات» للكاتب والناقد حميد عقبي وهو محاولة نقدية جادة لفتح ملف ظلّ مهمَلًا طويلًا في الثقافة العربية: ملف الأصوات الإبداعية النسائية العالمية التي كان لها تأثير عميق في تشكيل الحداثة الأدبية والإنسانية، لكنها بقيت خارج دائرة اهتمام القارئ والناقد العربي على حدّ سواء.

يعرض الكتاب تجارب اثنتي عشرة شاعرة وكاتبة من سياقات تاريخية وثقافية متباينة، تمتد من القرن الثامن عشر إلى النصف الثاني من القرن العشرين، ومن فضاأت أمريكية وأوروبية إلى اليابان وكوريا والهند والكاريبي. ورغم اختلاف اللغات والجغرافيات، يكشف الكتاب عن مشترك واضح بين هذه التجارب،  فهي انطلقت من موقع الهامش، وواجهت أنظمة قمعية متعدّدة، سواء كانت عنصرية أو استعمارية أو ذكورية، وجعلت من الكتابة أداة مقاومة ودفاعًا عن الحرية وحقوق الإنسان، هذه التجارب أبدعت بعيدًا عن الشعارات البراقة وممارسة جماليات معزولة.

هذه الأصوات لم تكتب من أجل الشهرة أو السوق،لكنها كرست نفسها من أجل تفكيك العنف البنيوي العنصري، مساءلة السلطة، الدفاع عن الجسد والهوية، والدعوة إلى السلام والعدالة. لذلك، كانت كتاباتها في كثير من الأحيان صادمة ومزعجة، سواء للمؤسسات السياسية أو الثقافية الأمريكية والأوروبية. هذا الطابع المقاوم هو ما جعلها، أقل محاربة إعلاميًا، حتى داخل السياق الغربي نفسه، حيث غالبًا ما يُحتفى بما هو قابل للاستهلاك والتسويق أكثر مما يُحتفى بالأصوات النقدية الجذرية.

يُضيء الكتاب، بشكل غير مباشر، على ضعف المشهد النقدي العربي في التعرّف إلى مثل هذه التجارب والانفتاح عليها. فالنقد العربي، في عمومه، ظلّ أسير دوائر مألوفة تابعة للغرب، يكرّر أسماء محددة، ويتعامل مع الأدب العالمي من زاوية ضيّقة، غالبًا ما تُعيد إنتاج المركزيات الغربية بدل مساءلتها. كما يكشف عن أزمة عميقة في حركة الترجمة العربية، التي انشغلت، لعقود، بترجمة “المشاهير الكبار” في الغرب، خصوصًا أولئك الذين يحملون نظرة بيضاء، مركزية، ومنسجمة مع الخطاب الثقافي السائد في أوروبا وأمريكا.

نادرًا ما التفتت الترجمة العربية إلى أصوات جاءت من الهامش الغربي نفسه، أو من ثقافات غير أوروبية، أو من كاتبات لم يحظين بدعم المؤسسات الرسمية الغربية، رغم قوة منجزهن وتأثيره. وهكذا، حُرم القارئ العربي من الاطلاع على تجارب كان يمكن أن توسّع وعيه النقدي، وتخلق حوارًا أعمق مع العالم.

ومن هنا فإن هذا  كتاب «شاعرات، مبدعات، ملهمات وحداثويّات» يقدّم إضافة شجاعة، ليس فقط عبر تقديم هذه التجارب، بل عبر طرح أسئلة محرجة حول علاقتنا العربية بالأدب العالمي، ومعايير الاختيار والترجمة، ودور النقد في كسر الهيمنة بدل تكريسها. إنه كتاب يحاول أن يدعو إلى إعادة النظر في خرائط القراءة، والانحياز إلى الأصوات التي كتبت من أجل الإنسان، لا من أجل السوق.

محتويات الكتاب

تقديم وعرض للكتاب باللغة الإنجليزية ثم العربية

الشاعرة السوداء الأمريكية فيليس ويتلي: من العبودية إلى الشعر

الشاعرة الإسبانية الغاليثية روزاليا دي كاسترو – صوت الهامش الذي صار أدبًا

يوسانو أكيكو وتجديد التانكا: صوت نسوي مبكر في حداثة اليابان

الأخوات ناردال: مهندسات المجال الثقافي الأسود الفرنكوفوني في باريس (1927–1932)

خوليا دي بورغوس شاعرة بورتوريكية أمريكية: العدالة الاجتماعية والنسوية للملونين الأمريكيين

الشاعرة الكورية الجنوبية كيم هاي ـ سون: قصيدة الجسد والمقاومة

من التمرد إلى شاعرة الجوائز : الشاعرة الأمريكية السوداء مايا أنجلو ـــ نموذجًا

الكاتبة الأمريكية السوداء سوزان لوري باركس ومسرح الهوية السوداء

قراءة في تجربة هايكو الشاعرة الألزاسية لينا ريتر

تجربة الشاعرة البريتونية الفرنسية أنجيلا دوفال

الشاعرة الأمريكية أدريان ريتش: صوت شعري ضد العنف والهيمنة الإمبريالية

قراءة لقصة الصيد من مجموعة (خرائط تخيلية) القصصية

للكاتبة الهندية البنغالية: مهاسويتا ديفي

خاتمة باللغة العربية ثم الإنجليزية


مشاهدات 58
أضيف 2025/12/27 - 1:25 AM
آخر تحديث 2025/12/27 - 3:51 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 169 الشهر 19827 الكلي 13003732
الوقت الآن
السبت 2025/12/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير