إلى وزير الثقافة مع التحية

لمى الدوري

استيقظتْ فجراً وتوضأت بشعاع الشمس، تلك التي قضت أربع سنوات من عمرها في عتمةٍ حالكة، مرض مؤلم وعلاج أشدُ منه ألماً، سنة ونصف مع مرض السرطان والعلاج الكيميائي والاشعاعي حتى احترق جزء من جسدها، فقدت رونقها وألقها وصحتها، وتناثرت خصلات شعرها إلى غير رجعة، لكنها لم تفقد عزيمتها وايمانها باللَّه تعالى يوماً.صُدمتْ عندما علمت انها في مرحلة متقدمة من مرضها، لكنها كانت عنيدة ومتشبثة بالحياة ومصرة على الشفاء، بعد أن خذلتها وحاربتها قلة قليلة ممن كانت تحسبهم أصدقاء، حتى وصل بهم الحال إلى اتهامها بالكذب.نهشتها الضباع وآلمتها كثيراً سطوة المسؤولين آنذاك، تكالبت عليها نوائب الدهر تباعاً لكنها كانت قوية بحماية الله وايمانها وقلوب محبيها الذين ما تركوها يوماً.

سافرت وتركت بلدها وذهبت في رحلة مجهولة لتكمل علاجها، وعادت إلى أرض وطنها منتصرةٌ، براقةٌ، مشعةٌ، ورمت همومها في أحضان دجلة إذ كان مكان عملها الجديد، استقبلها المدير العام لدائرة الصيانة والحفاظ على الآثار (المهندس أياد حسن عبد حمزة) وتعامل معها بكل انسانيته المعهودة، وخلقه الرفيع، وأدى دور الأخ والصديق والسند في وقت تخلى به عنها الجميع، كانت بين اخوتها ومحبيها، وكانوا جميعاً يقتدون بأخلاق مديرهم العام الذي كان بحق يمثل لهم نجاشي العصر.نما شعرها بعد انتهاء العلاج واسترجعت عافيتها، كانت تبحث عن نقطة أمل وإذا بحزمة أمل تأتيها بكرمٍ من الله تعالى؛ وبقرار وزاري من وزير الثقافة والسياحة والآثار يتم تكليفها مديراً عاماً لدائرة المتاحف العامة، استعادت مجدها ومكانتها وقوتها وتألقها وجسارتها، كما عاهدت (هيَّ) نفسها، انها (أنا) أكتب لكم ما عانيت طيلة أربع سنوات.انها (أنا) التي استيقظتْ فجراً وتوضأتْ بكل الأمل وبدأت مشوارها من جديد، أكتب لكم معاناة رحلتي مع المرض وعلاجه التي بدأت في شهر آيار من عام 2019، كتبت هذه السطور المختصرة واعتصرتُ مرضي في حفنة كلمات وأبدلت ألمي أملاً، عسى أن أبعث الأمل في قلوب كل من لديهم مرض ويعتقدون انها نهاية العالم، أقول لهم: كونوا أقوياء وتسلحوا بالإيمان باللَّه لتروا فرجه في غمضة عين.كل الحب والمودة لكل من وقف معي وساندني ولو بدعوة صادقة، وكل التقدير والاحترام لسيادة وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني الذي أعاد لي حقوقي ورد ليّ اعتباري الشخصي والمهني.

□ محاربة السرطان: مدير عام دائرة المتاحف العامة