الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الانتخابات في العراق… بين مزادات الذمم ومسرحية الشعارات

بواسطة azzaman

الانتخابات في العراق… بين مزادات الذمم ومسرحية الشعارات

 المشهد السياسي يتكرر، ولكن بأقنعة مختلفة، بينما تبقى هموم المواطن كما هي

فريدة الحسني

 

الانتخابات في العراق تعد من المحاور المهمة في الحياة السياسية، وهي غالبا محط جدل واسع بسبب الأوضاع الأمنية، والطائفية، والتدخلات الخارجية، والتشكيك بنزاهة العملية الانتخابية

"تجرى كل أربع سنوات، ينتخب الشعب مجلس النواب، وهو الجهة التشريعية، البرلمان بدوره يختار رئيس الجمهورية، والذي يكلّف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة"

لحد الان يبدو كل شيء منظم حال الدول المستقرة، لكن ما يحدث في العراق وخصوصا عند اقتراب كل موسم انتخابي، تنشط معه أسواق السياسة، حيث تعرض الذمم وتشترى الأصوات وتخاض معارك لا هدف لها سوى تثبيت نفوذ قديم بثوب جديد. المشهد السياسي يتكرر، ولكن بأقنعة مختلفة، بينما تبقى هموم المواطن كما هي… وربما أسوأ

 100 مليون دينار مقابل ألف صوت: مزادات الذمم على قارعة الانتخابات

في الخفاء وأحيانا في العلن تعقد مزادات لشراء الأصوات كأن الناخب مجرد ورقة تجارية تساوم وتباع. عشرات الشهادات الميدانية ومقاطع الفيديو المتداولة توثق عروضا تصل إلى 100 مليون دينار عراقي مقابل ألف صوت، خصوصا في المناطق الريفية أو المهمشة، حيث يزداد الضغط الاقتصادي وتضعف مقاومة الإغراء، باتت قوة الجيوب أهم من البرامج السياسية، وغدا المواطن يستغل لا يمثل، يشترى ولا يحترم

 تعيينات انتخابية… رغم حظر الموازنة الثلاثية

على الرغم من وضوح نصوص الموازنة الثلاثية التي تمنع التعيينات الجديدة، إلا أن مزاد التعيين عاد بقوة. عروض مباشرة بالانضمام إلى دوائر وهمية، ووعود شفهية تروجها بعض الكتل السياسية لحشد الدعم في استغلال واضح لحاجة الشباب العراقي إلى فرصة عمل تحفظ كرامته، المواطن يعلم أن هذه الوعود زائفة، لكنه بين مطرقة الحاجة وسندان الكذب الانتخابي يختار أملا هشا، ولو كان مؤقتا

 المنافسة على الكراسي تتحول إلى مسرحية فضائح

الحملات الانتخابية تحولت إلى منصات للتجريح الشخصي. المرشحون، الذين كانوا يتبادلون المجاملات خلف الكواليس، يخرجون فجأة إلى الإعلام كأوصياء على الوطن، يكشفون ملفات بعضهم البعض، متناسين أنهم كانوا شهود صمت طوال السنوات السابقة

نفس الوجوه، نفس الخطابات، ولكن بعبارات أكثر نعومة ووطنية. كل واحد محب للعراق، حامل همّ الشعب، راغب بالإصلاح … لكن الشعب بات أكثر وعيا من أن يصدق الشعارات ذاتها التي وعد بها في كل دورة دون أن يرى منها شيئا سوى الخيبة

مشاكل وتحديات

 عزوف شعبي كبير عن التصويت بسبب فقدان الثقه                                                             

شراء الأصوات والمال السياسي، خاصة من قبل أحزاب نافذة

تدخلات خارجية (إقليمية ودولية)

انفلات السلاح وتهديدات تمنع المرشحين من الترشح بحرية

التلاعب الإلكتروني والورقي بالنتائج

 خلاصة التجربة: وعي الناخب هو المفتاح

الانتخابات أداة ديمقراطية عظيمة حين تمارس بنزاهة، لكنها تتحول إلى مأساة وطنية حين يساء استخدامها. العراق لا يحتاج إلى مزيد من الشعارات أو صفقات الظل، بل إلى وعي حقيقي يبدأ من الناخب، لا من المرشح

إن كانت أصوات الناس تشترى اليوم بالمال أو الوعود الكاذبة، فالنتيجة لن تكون سوى إعادة تدوير الفساد بلون جديد

ويبقئ السؤال

هل آن الأوان لأن يقول الناخب كلمته الحقيقية ويكسر هذا النمط الذي يعيد إنتاج الفشل؟ أم أننا ما زلنا أسرى الحاجات المؤقتة والأكاذيب الموسمية؟


مشاهدات 167
الكاتب فريدة الحسني
أضيف 2025/08/02 - 2:33 PM
آخر تحديث 2025/08/03 - 12:27 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 365 الشهر 1815 الكلي 11276901
الوقت الآن
الأحد 2025/8/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير