أين حرية المرأة؟
مشتاق الربيعي
ما زالت حرية المرأة في العراق، حتى هذه اللحظة، بعيدة عن المستوى الذي يليق بها، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو العائلي.
فعلى المستوى السياسي، نجد أن معظم النساء لا يمتلكن الحرية الكاملة لاتخاذ القرار، إذ إن كثيرات منهن مرتبطات بجهات أو أحزاب سياسية تتحكم بآرائهن، فتسلبهن حق الاستقلالية، وربما تفرض عليهن مواقف لا تعبر عن قناعتهن الحقيقية.
أما في الجانب الاجتماعي، فما زال المجتمع مكبَّلاً بقيود إرث الآباء والأجداد، حيث تُقيَّد المرأة بالأعراف المتوارثة التي تحد من دورها وحريتها، فلا تستطيع أن تمارس حقوقها كاملة أو تفرض وجودها في الحياة العامة كما ينبغي.
وعلى المستوى العائلي، تكمن الطامة الكبرى؛ إذ قد تُجبر المرأة في بعض الأحيان على الزواج من أحد أقاربها فقط من أجل الحفاظ على “شرف العائلة” أو بسبب التقاليد البالية، خصوصاً في الأوساط الفقيرة أو البسيطة. والأسوأ من ذلك أن بعض النساء يتعرضن للقتل بذريعة ما يسمى “جرائم الشرف”، وهي في حقيقتها جرائم بلا شرف، لأن الشرف الحقيقي يكمن في احترام المرأة وصون كرامتها وحريتها.
إننا بحاجة إلى ثورة فكرية حقيقية تُحرر المرأة من هذه القيود وتمنحها حقها الكامل في الحياة، لا ككائن تابع، بل كشريك أساسي في بناء المجتمع وصناعة المستقبل. فالمرأة ليست نصف المجتمع فقط، بل هي أساس النصف الآخر