الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل جف الضمير البشري؟

بواسطة azzaman

هل جف الضمير البشري؟

جاسم مراد

 

لم تعد صرخات الجوع في غزة ، تستنهض الضمير الإنساني ، ولم تعد الصلوات في الكنائس والجوامع أن تنبه الضمائر بأن هناك اطفالاً يموتون بسبب الجوع الذي تفرضه إسرائيل عليهم ، ولم تعد هناك قيمة للإنسان في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن حق الانسان في الحياة ، لقد اثبت هذا العصر بعد توغل الامبريالية بتعاونها مع البربرية الصهيونية ، بأنه لا قيمة للإنسان طفلاً كان أو امرأة حامل أو شيخاً في نهايات العمر ، إذا قال لا للاستعباد ، لا لفرض القوة في زمن الضعف ، لا لتجويع بني العمومة ووحدة الدين ، فيعاقب على أنه همس همساً بأن هناك على الحدود يموتون جوعاً .

أي زمن هذا الذي فقدت فيه الأمم الشعور بالضمير والأخلاق والإنسانية ، وإلا إن لم   يكن كذلك ، ألا ترى دقات الصحون والقدور والطبول من أطفال غزة وهم يؤشرون للجميع بأن هناك ( 126) طفلا ماتوا من الجوع وهناك العشرات على نفس الدرب ، فأنقذونا  بعلبة حليب أو رغيف خبز أو حتى كاس ماء صحي غير ملوث ، ولا أحد من هذا العالم يسمع ، بل يريد أن لا يرى ولا يسمع ، اليس ذلك مؤشر حقيقي وواقعي على جفاف الضمير البشري .

قالوا لنا بأن عصبة الأمم المتحدة سقطت بسبب تغيرات جيوسياسية ، حدثت في العالم ، انبرى من بين جموع الوفود الجالسة أحدهم وهي الدولة التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس ، انبرى بالقول هناك فلسطين يجب أن نسجلها لليهود المنتشرين في أوروبا ، فصفق الجميع له ، بعد ذلك انتهت العصبة ، وجاء على انقاضها الأمم المتحدة ومجلس الامن ، وتوزع العالم بين حليف ونقيضه ، وناضل الشعب الفلسطيني ومعه كل الاحرار ، سقط شهيدا جيفارا غزة والجعبري والشيخ الجليل ومعهم الكثير من العرب،عراقيون لبنانيون يمنيون مصريون خليجيون جزائريون ومغاربة ، من كل العرب بلا تسميات ، وفي هذا الوقت الذي باتت فيه شعوب العالم ، تعي قضية فلسطين وتنادي بالحرية للأطفال واوقفوا الإبادة لأبناء غزة ، فهي المدينة العصية على الهزيمة ، والمدينة بناسها منذ مئات السنين التي لا تنهزم ، في هذا الوقت جفت الأمم المتحدة وانحدرت صوب شقيقتها عصبة الأمم المتحدة ، وإلا ماذا يعني بقائها وهي التي لم تتمكن بكل مؤسساتها أن تستجيب لصرخات الأطفال الجياع ولا للنساء اللواتي يتساقطن على درب منظمة الإغاثة الامريكية ، التي اسست بالأساس لصطياد الجوعى وليس اغاثتهم والأرقام تثبت ذلك حيث قتل من أبناء وأطفال ونساء غزة وهم ذاهبون لمنظمة الإغاثة الامريكية (600)شخص حتى استقال احدهم لبشاعة ماشاهد ، اليس هذا مصيدة وليس إغاثة، المهم الأمم المتحدة عاجزة ، وإسرائيل بفاشيتها هذه إنها تكتب الصفحة الأخيرة ، مثلما قال المناضل اللبناني جورج عبد الله ، والمؤيدون لهذه البربرية الإسرائيلية حتما تتفكك امبراطوريتهم ، قبل الخائفون بذلك أو عجز المراهنون على رؤية الحقائق التاريخية ، فالعالم يتشكل حتماً وسيتشكل قطعاً لا نه ، ليس هناك تجانس بين فرض القوة باسم السلام ، وبين السلام الذي تريده غزه ، ومعها كل احرار العالم ، فإذا كنا نحن نخاف من فرض القوة ، فابناء غزة لايخافون .


مشاهدات 102
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/07/26 - 3:16 PM
آخر تحديث 2025/07/27 - 7:21 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 204 الشهر 17846 الكلي 11171458
الوقت الآن
الأحد 2025/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير