مسؤولية المرأة
أسامة حمزة حمود
إن المرأة تمثل نصف المجتمع وهذا ماقيل في حقها دائماً يتردد على السنة الكثير من الناس فهي تعد ركيزة اساسية يبتنى عليها المجتمع وبدون هذه الركيزة (الصالحة) مجتمع متفسخ متحلل وقد كرم الله سبحانه وتعالى هذا النصف بل اوكل عليه مهمة اساسية لم يوكلها للرجل وهي ولادة المجتمع وذلك بسبب ماخصها الله تبارك وتعالى ببعض الصفات والمميزات التي بمقدورها عليها بل إلى أبعد من ذلك لا يتوقف على ولادة المجتمع بل تربيته وتنشأته ففي الحقيقة أن المجتمع في خلقياته وسلوكياته يتوقف على سلوكيات هذا الكائن وخلقياته كيف ماكان يكون المجتمع إذا كانت امرأة قويمة ذات خلق حسن يكون كذلك أما إذا كانت على العكس فيكون مثلها ودليل ذلك نرى اليوم في مجتمعنا الاختلاف الأسري فكل شخص يقنط في مكان ما يرى الأسر المحيطة القريبة منه يجد هناك اختلاف سلوكي وفكري واقتصادي وعلمي يتوقف هذا الاختلاف على ما يحمله الأبوين من سلوكيات وفكر وبالخصوص ما تحمله الأم فهي بالأساس المغذي الرئيسي للأبناء فكيف ماكانت يكونون اما الأب غالباً مايكون بعيد عن ابناءه وذلك بسب الظروف أو على الأحرى بسبب التكوين لهذا الكائن ونعني ان يكون بعيد لابمعنى الوجود المكاني قد يوجد على الدوام بينهم لكن لابمعنى أن يكون قريب منهم أما الأم تتخطى هذه الحواجز وتكون أقرب من ذلك فنجدها صندوق أسرار الأبناء وملاذ أمان إليهم.
ومن هنا وجب ان يكون هذا الملاذ سائر على الطريق الصحيح فهي المادة التي تسقى منها الأزهار فتكون ذات رائحة ولون على ما تسقى منه. في السابق كانت المرأة في مجتمعنا امرأة بسيطة ذات فكر محدود تستمد فكرها من المجتمع المحيط واعراف القبيلة والأهل ما هي إلا كائن مطيع لا يستطيع لأحد أن يغيره ويتلاعب في أفكاره وعواطفه فتراها توافق الرجل في أفكاره وتسير على خطاه فكيف ماكان تكون ولايوجد لها رأي وهذا ماكان سائد في عموم مجتمعنا العربي وقد تكون الظروف هي التي اجبرتها على مثل هذا والخوف من أعراف المجتمع والتقاليد السائدة انذاك وان ليس بمقدورها العمل والإنتاج فحياتها متوقفة غالباً على الرجل فهو السيد الذي تكون بيده مقاليد الأمور فكانت توكل إليها مهمة تربية الابناء والحفاظ عليهم إضافة إلى الأعمال المنزلية التي توكل إليها وهذا مما جعل اغلب الأبناء يسيرون على الطريق القويم حيث لايوجد تواصل اجتماعي ولا دور السينما والا المقاهي ولا... التي من شأنها تغذية الطفل ببعض الأفكار وإنما كان الأم المطيعة فقط يتغذى على سلوكياتها و أفكارها فكان اغلب سلوكيات الاجيال السابقة ذات انطباع تقليدي. إلا أن بمرور الوقت وحدوث التطور والأفكار النازحة لنا من الحضارة المسيطرة تغير ذلك الأمر وأصبحت المهمة أصعب أمام المرأة بل على الأكثر من ذلك فالأمر بالأمرين كيفية الحفاظ على أفكارها ودحر بعض الأفكار الجديدة التي تجردها من انسانيتها وعدم الانجرار خلف الصيحات المتعالية ضدها ومهمة التنشئة و مما لايمكن انكاره أن المجتمعات العربية كانت منعزلة عن العالم وتطوره خلال الفترة السابقة وذلك بفعل الأنظمة الحاكمة التي حجبت مجتمعاتها عن العالم وبالخصوص مجتمعنا فكانت المرأة بعيدة عن الكثير من الأمور كالانخراط في سوق العمل أو الدخول إلى ميدان الصناعة والعلم وعدم وجود الوسائل الاجتماعية السائدة في وقتنا والمنظمات الموجهة اتجاه المرأة لتلقينها أفكار تعارض مجتمعها إلا أن سقوط الأنظمة السابقة فتح الباب على مصرعيه ووضع المرأة في موقف محرج فكل ماذكر سابقا أصبح في متناول اليد فالتي كانت مطيعة تتبع الرجل أصبحت ذات حرية مستقلة في أفكارها وقراراتها ودخلت ميدان العمل بل ان القيادة أصبحت في توازن بينها وبين الرجل وهناك الأنظمة ودور السينما والفن ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الأمور التي تحمل في بواطنها أفكار تهدف إلى أن تضع المرأة في موقف الجاثية على ركبتيها فكيف لهذا الكائن الموكلة إليه هذه المهمة من مواجهة هذه التداعيات؟ والحفاظ على نفسها و مهمتها؟
من هنا وجب على المجتمع بأسره مساندة المرأة وعدم التخاذل في ذلك والاخذ بيدها للقيام بمهمتها وعدم التخلي عنها في مثل هذا الظرف الصعب ومنع سموم تحلل وتفسخ المجتمع من الوصول اليها ومنع المؤسسات الخارجية ذات الباطن الخفي الذي يحمل في طياته المكر والخبث اتجاه هذه الفئة لعلمه بتوقف المجتمع عليها فأخذت تلك المؤسسات على عاتقها ضرب الفكر الذي تحمله تلك المرأة وتغذيتها بفكرآخر فكر عدم المسؤولية للسيطرة على المجتمعات واثارة الفوضى والتحلل الخلقي فيها فيسود الجهل في المجتمع و هذا ما نراه اليوم في واقعنا المرير فالكثير من الأشخاص وبالخصوص فئة الشباب في الشارع او المؤسسات الكثير من التلاميذ والطلبة الذين يظهر عليهم سلوكيات غير مقبولة سواء في الكلام أو الملبس وفي الكثير من التصرفات وعدم المسؤولية حتى أصبحت تلك السلوكيات ظاهرة شائعة تطبّع عليها المجتمع وغير ملتفت اليها وهذا يعود الى مصدر التنشأة ( الأم) فالأم التي تلاحظ سلوكيات واخطاء ابناءها وتصحح تلك الأخطاء منذ بداية الامر تخلق شخص سوي قويم والأم التي تتخلى عن تلك المسؤولية وتقابل سلوكيات ابناءها بإبتسامة تظهر للمجتمع اشخاص على العكس مما تظهره الأم الأولى فكيفما تكون الأم يكون المجتمع