التعليم: إرساء 120 نظاماً للتحوّل الرقمي الشامل
كركوك تعاني من هجرة جديدة بسبب غياب المؤسّسات التربوية
كركوك - مصطفى محمود
بغداد - أوس ستار الغانمي
وسط مزيج من الأمل والتحديات، تبرز ناحية الرياض في كركوك كنموذجٍ حي لمنطقة تتعافى تدريجياً من سنوات الإرهاب والإهمال. وبدأت المنطقة التي كانت مسرحاً للعنف والدمار في 2014، تخطو بثبات نحو الاستقرار، بعد أن استعادت استقراها الأمني، وأصبحت أكثر ثباتاً وانفتاحاً للحياة المدنية. وأوضح مواطنون لـ(الزمان) امس انه (بالرغم من التحول الإيجابي، يعاني أطفال ناحية الرياض من حرمان أساسي يتمثل في غياب روضة أطفال حكومية تُعنى بهم، وتلبي احتياجاتهم النفسية والتعليمية في هذه المرحلة التأسيسية التي وصفوها بالحساسة، في مشهد يعكس خللاً عميقاً في أولويات التنمية)، ويصف مسؤولون محليون هذا الغياب بالمؤلم، مشددين على (ضرورة تلبية المطالبات المتكررة لبناء روضة بالمنطقة)، وقال معاون مدير الناحية، سعد الله المفرجي، في تصريح امس ان (المنطقة تعيش استقراراً أمنياً، لكن حرمان الأطفال من بيئة تعليمية مناسبة يهدد مستقبلهم ويعيق التنمية الحقيقية)، بحسب تعبيره، من جهته، أشار الناشط المجتمعي، كمال عطوان العبيدي الى ان (الروضة ليست ترفاً، بل ضرورة وطنية لتعزيز الانتماء، وبناء جيل يعكس طموحات العراق الجديد)، و اكد مواطن اخر ان (غياب الروضة يعزز ظاهرة الهجرة الداخلية، إذ ان العديد من الأسر تجد نفسها مجبرة على ترك الريف والانتقال إلى المدينة من أجل توفير التعليم لأطفالها، وذلك يهدد التوازن السكاني ويضع ضغطاً على البنية التحتية في المناطق الحضرية)، على حد قولهم. ورغم تخصيص مبالغ ضخمة لإعادة إعمار المناطق المحررة، مثل ميزانية كركوك 2017، ما زالت المشاريع التنموية الأساسية تخلو الأبنية المهمة مثل رياض الأطفال، مما يثير تساؤلات حول آليات صرف هذه الميزانيات.
استثمار حقيقي
ولفت البعض الى ان (تأسيس روضة في الرياض لن يكون مجرد إضافة إلى البنية التحتية، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل المنطقة، ورسالة واضحة بأن الاستقرار الأمني يجب أن يتبعه استقرار اجتماعي وتعليمي يلامس حاجات المجتمع). على صعيد متصل، استقبلت الكلية التقنية الهندسية بالنجف، وفداً أكاديمياً من جامعة خواجة نصير الدين الإيرانية، ضمن إطار تعزيز التعاون العلمي المشترك وتفعيل اتفاقيات التوأمة بين الجامعتين. وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (الكلية التقنية الهندسية في النجف، ناقشت مع الوفد الاكاديمي الذي ضم كل من التدريسيين بويا بايدارى درونى، وسمير داورى فري)، وتضمن التعاون (سلسلة محاضرات وورش عمل تخصصية للوفد، تمحورت حول مجالات متعددة منها الاقتصاد الهندسي، ومنهجية البحث العلمي الرصين، والمواد الإلكترونية، ولاقت المحاضرات تفاعلاً واسعاً من قبل طلبة الكلية والتدريسيين)، وأكد عميد الكلية، حسنين غني الحسيني في الاجتماع (أهمية تعزيز التبادل الأكاديمي بين الجامعتين، وفتح آفاق جديدة للبحث العلمي والتطوير الأكاديمي)، لافتاً الى (مواصلة العمل ضمن خطة الكلية لتطوير مهارات الطلبة والتدريسيين ورفع جودة التعليم، عبر توسيع شبكة التعاون مع الجامعات الإقليمية والدولية). وشاركت جامعة الكوفة في النجف، بالإجتماع الإفتراضي، الذي عقده المجلس العربي للإعلان عن النسخة الثالثة من التصنيف العربي للجامعات للعام الجاري. وأوضح بيان امس ان (المشاركة جاءت إستجابة للدعوة الرسمية الموجهة من قبل الأمين العام لإتحاد الجامعات العربية، عمرو عزت سلامة، وشهد الإجتماع تقديم عرض مفصل لأهم مؤشرات التقييم المعتمدة في التصنيف، واستعراض الموقع الإلكتروني الجديد الخاص بالتصنيف)، ونوه رئيس جامعة الكوفة، علاء ناجي المولى، الى (أهمية هذا النوع من اللقاءات في توحيد الرؤى و تعزيز التعاون بين الجامعات على المستوى العربي، مثمناً جهود إتحاد الجامعات العربية في دعم مسارات التطوير الأكاديمي البحثي، وتعزيز التميز المؤسسي).
بيئة جامعية
في غضون ذلك، اعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تفعيل 120 نظاماً إلكترونياً متخصصاً لإدارة مفاصل الشؤون الأكاديمية والإدارية في الجامعات والكليات، بما يسهم في تطوير بيئة جامعية ذكية تعتمد الحلول الرقمية المتكاملة، ضمن إطار استراتيجية التحول الرقمي وتحديث بنية التعليم الجامعي. وبينت الوزارة امس ان (الوزارة تجدد التزامها بتمكين الطالب من بيئة جامعية رقمية فاعلة تستند إلى التكامل بين التكنلوجيا والمعرفة، وتواكب الاتجاهات العالمية، بهدف الارتقاء بمنظومة التعليم الجامعي إلى أفق جديد من الجودة والابتكار).