فرنسا تغلق الجناح الأسرائيلي في معرض باريس الجوي
باريس - سعد المسعودي
يتحول مطار” لو بورجيه “ الخاص بالرحلات الرسمية ولرجال الاعمال والشركات , كل عامين إلى واجهة عرض لصناعات الطيران والدفاع حيث تصطف طائرات مقاتلة وطائرات ركاب وطائرات مسيرة على مدارجه المترامية الأطراف كما تستقبل قاعاته الفسيحة أجهزة وأسلحة عالية التقنية.
وجديد هذا العام قامت الحكومة الفرنسية بأغلاق أجنحة الشركات الإسرائيلية الرئيسية المشاركة في معرض باريس الجوي بسبب رفضها إزالة أسلحة هجومية من العرض في خطوة نددت بها إسرائيل وتسلط الضوء على التوتر بين الحليفين التقليديين.
وأُغلقت أجنحة شركات أنظمة إلبيط، ورافائيل، وإسرائيل لصناعات الطيران والفضاء آي.إيه.آي)، ويوفيجن بحوائل سوداء قبل انطلاق أكبر معرض تجاري للطيران في العالم.
وظلت أجنحة إسرائيلية أصغر حجما لم تُعرض فيها معدات وكذلك جناح لوزارة الدفاع الإسرائيلية مفتوحة.
وشددت فرنسا، منذ فترة طويلة، موقفها تدريجيا تجاه حكومة بنيامين نتنياهو بسبب أفعالها في غزة وتدخلاتها العسكرية في الخارج. وقال مكتب رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو إنه أبلغ جميع العارضين قبل بدء المعرض بحظر عرض الأسلحة الهجومية وإن سفارة إسرائيل في باريس وافقت على ذلك. وأضاف أن الشركات يمكنها استئناف عروضها إذا امتثلت لهذا الشرط. وأضاف أنه بالنظر إلى الموقف الدبلوماسي الفرنسي، و”لا سيما القلق البالغ بشأن غزة”، رأت الحكومة أن من غير المقبول عرض أسلحة هجومية.
اسرائيل ترد
من جهتها ردت وزارة الدفاع الاسرائيلية في بيان “هذا القرار الشائن وغير المسبوق ينم عن اعتبارات سياسية وتجارية”.وأضافت “يختبئ الفرنسيون وراء اعتبارات سياسية مفترضة لاستبعاد الأسلحة الهجومية الإسرائيلية من معرض دولي -وهي أسلحة تنافس الصناعات الفرنسية”.وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها رفضت تماما الأمر بإزالة بعض أنظمة الأسلحة من المعروضات، وأن منظمي المعرض ردّوا بإقامة حاجز أسود اللون يحجب أجنحة الشركات الإسرائيلية عن غيرها.
وأضافت الوزارة أن هذا الإجراء تم تنفيذه في منتصف الليل بعد أن انتهى مسؤولو دفاع إسرائيليون والشركات من تجهيز معروضاتهم وأشارت الوزارة في وقت لاحق إلى أنها ستقدم التماسات للمحكمة ضد القرار.
وقال رئيس شركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء بواز ليفي، إن الحواجز السوداء الفاصلة تذكرنا “بالأيام المظلمة التي شهدت فصل اليهود عن المجتمع الأوروبي”.
اجنحة لاتلتزم
وردا على تساؤل بشأن التسلسل الزمني الفرنسي للأحداث، قال مصدر مطلع من الجانب لإسرائيلي إن الفرنسيين وافقوا على قائمة بالقطع المعروضة قدمها الإسرائيليون مسبقا قبل بدء المعرض. وأضاف المصدر أن الوفد الإسرائيلي فوجئ تماما بالإرشادات في الساعة السادسة والنصف مساء عشية المعرض.
كما انتقد سياسيان أمريكيان ينتميان للحزب الجهوري حضرا المعرض الجوي الخطوة الفرنسية ووصفت شركة رافائيل الخطوة الفرنسية بأنها “غير مسبوقة، وغير مبررة، وذات دوافع سياسية”.طغت الخلافات الدبلوماسية على حفل افتتاح المعرض الذي يقام كل عامين والذي شهد بالفعل حالة من الحزن الشديد بسبب تحطم طائرة بوينج 787 والصراع الجديد في الشرق الأوسط مما أدى إلى تقليص الإعلانات.وقال مشارك في تنظيم ووضع ميزانية عروض الشركات الكبرى لسنوات طويلة، وليس على صلة بالفرنسيين أو الإسرائيليين إن تكلفة جناح كبير قد تصل إلى خمسة ملايين دولار شاملة جميع تكاليف الشحن وسفر الموظفين. وذكر منظمو المعرض الجوي في بيان أنهم يجرون محادثات لمحاولة “مساعدة مختلف الأطراف على التوصل إلى حل إيجابي للموقف”.وحث مكتب بايرو الشركات الإسرائيلية على “تحمل مسؤولياتها” واتباع الإرشادات إذا أرادت إعادة فتح أجنحتها. ولم تظهر أي بوادر بعد لإعادة فتح الأجنحة مع اقتراب نهاية اليوم الأول من المعرض الذي يقام في الفترة من 16 إلى 20 يونيو حزيران
«ماكرون يدعو إلى وقف الضربات ضد المدنيين في إيران وإسرائيل» في موضوع آخر دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين إلى وقف الضربات ضد المدنيين في إيران وإسرائيل، في رابع أيام التصعيد بين البلدين العدوين، محذرا من أن محاولة تغيير النظام في الجمهورية الإسلامية بالقوة ستكون “خطأ استراتيجيا”. وقال ماكرون في قمة زعماء مجموعة السبع في جبال روكي الكندية “من الضروري أن تتوقف كل الضربات التي يشنها الطرفان ضد السكان المدنيين. لا شيء يبررها، وهي غير مقبولة بتاتا”.
وأضاف “إذا كان بإمكان الولايات المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإنه أمر جيد جيدا”.وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أنه سيتم التوصل إلى “اتفاق” بشأن النزاع بين إيران وإسرائيل، قبل أن يعلن مغادرته القمة قبل أوان “بسبب الأحداث في الشرق الأوسط”.
وأوضح ماكرون أن الأميركيين “عرضوا لقاء وتواصلا مع الإيرانيين” مشيرا إلى أنه “في هذه المرحلة لا شيء يمنحني سببا للأمل في أن الأمور ستتغير في الساعات القليلة المقبلة”.
وأضاف “لكن إذا كان هناك التزام أميركي، مع اعتبار ما تمثله الولايات المتحدة في قدرة إسرائيلي على تنفيذ هذه العمليات لوجستيا وعسكريا، فسيكون أحد العناصر الوحيدة التي يمكن أن تغير الأمور”.
في المقابل، “سيكون الفرنسيون وإلى جانبهم البريطانيون والألمان، مستعدين لاستئناف مناقشات جادة” بشأن الإشراف على البرنامج النووي الإيراني.
من جهة أخرى قال ماكرون “كل من يعتقد أن الضرب بالقنابل من الخارج سينقذ بلدا رغما عنه فهو مخطئ” مؤكدا أن “الشعب هو صاحب السيادة. هو الذي يغير قادته وكل من حاول في الماضي تغيير الأنظمة عبر ضربات أو عمليات عسكرية ارتكب أخطاء استراتيجية”.
اتفاق اوروبي
وقال الرئيس الفرنسي أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا مستعدة لمساعدة واشنطن في إنهاء الحرب بين إسرائل وإيران
كاناناسكيس، ألبرتا 17 يونيو/حزيران – وتحدث ماكرون بإيجابية عن الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة مستعدة للمساعدة.
وقال ماكرون، في تصريحات أدلى بها على هامش قمة مجموعة الدول السبع في جبال روكي الكندية، إن الدول الأوروبية الثلاث مستعدة للمشاركة في محادثات مع إيران.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الدول الأوروبية أطلقت عدة مبادرات خلال السنوات الأخيرة لإنقاذ الاتفاق الدولي الرامي إلى منع إيران من تطوير قنبلة نووية.
هذا الاتفاق كان قد قوضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل أحادي خلال ولايته الأولى، عندما انسحب من الاتفاق الذي سبق أن نسقه ووقعه سلفه باراك أوباما.
وبعد الانسحاب، أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران، وردت طهران بالتوقف عن الالتزام بتعهداتها في الاتفاق بعد فترة انتظار استمرت عاما.
ورأى ماكرون أنه “إذا نجحت الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، فسيكون ذلك أمرا جيدا للغاية”، مؤكدا أن فرنسا ستدعم هذه الجهود.
ولم يذكر تفاصيل محددة حول الجهود الأمريكية، لكنه قال إن ترامب أشار إلى أن محادثات تجري، وأن هناك عرضا لوقف إطلاق النار بالإضافة إلى عرض لعقد اجتماعات ومناقشات.
ويبقى أن نرى ما إذا كانت الأطراف المتحاربة ستتجاوب مع تلك المبادرات.
وأعلن ترامب أنه سيغادر قمة مجموعة السبع بعد العشاء مساء الإثنين، أي قبل يوم من اختتامها، من أجل متابعة الأزمة في الشرق الأوسط من واشنطن.
ماكرون: لا لتغيير النظام في إيران
كما وجه ماكرون انتقادات حادة للأصوات الأجنبية التي تأمل في إسقاط النظام الإيراني من خلال الحرب.
وقال: “لا أعتقد أن من دور القوى الخارجية أن تغيّر الأنظمة السياسية القائمة”، مضيفا أن التاريخ أظهر أن من يحاولون استخدام القوة لإسقاط الأنظمة يرتكبون أخطاء استراتيجية جسيمة.
وذكر ماكرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغه يوم الجمعة بأن تغيير النظام ليس هدفه الاستراتيجي، بل إن هدفه يتمثل في إبقاء البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين تحت مستوى معين.