خالِفْ تُعرف

حسين الصدر

 

-1-

معظم الناس يكاد يطير فرحا متى ما كثر مديحه والثناء عليه ، لاسيما اذا جاءت المدائح من رجالٍ لهم مكانتهم العلمية والأدبية .

وانهم ليعتبرون ما قيل في مدحهم من أهم الأدله على نجاحهم الاجتماعي وكسبهم لمودة الناس .

-2-

وقد خالف ( سليم سركيس ) صاحب جريدة ( رجع الصدى ) ومجلة (سركيس) ما تعارف عليه الناس ، فدعا ثلة من شعراء عصره وخصص جائزة لأحسن قصيدة في هجائه ..!!

-3 –

وقد فاز بالجائزة الشاعر ( الياس فياض ) وكان مطلع قصيدته :

عجباً تحاولُ أنْ تنال هجاءا

أَتراكَ قبل اليوم نلتَ ثناءا ؟

وجاء فيها :

هذا هجاؤكَ يا سليم وإنّه

ليسوءني أنّي أقولُ هجاءا

ما كنتُ اتخذُ الهجا لو لم تكنْ

عيّنتَ جائزِةً له غرّاءا

واليوم نحن كما عرفتَ بأزمةٍ 

لم نُبقِ صفراءً ولا بيضاءا

لو كنتَ تقترحُ المديح لكي ترى

مني ثناءً كالصباحِ سَناءا

لكنّني لا استجيدُ لك الثنا

الاّ اذا ضاعفتَ لي الإعطاءا

فهجاءُ مِثْلِكَ ليس فيهِ تكلفٌ

وأرى مديحكَ كُلفةً وعَنَاءا

                      -4-

نعم

( انّ الطيور على اشكالها تقع ) – كما قيل – وقد اختار ( المهجو ) من جَعَلَ الشِعْرَ بضاعةً معروضةً للبيع ، فماثله في الغرابة ..!!