رحلات تفويج الحجّاج تنطلق بمشاركة أسطول بوينغ 777 والدريم لاينر
إحتكار المقاعد يطيح بسمعة الناقل الوطني والمسافر ضحية سوء الإدارة
بغداد - قصي منذر
أكد خبراء في مجال الطيران، إن ما شهدته رحلات الخطوط الجوية العراقية خلال عطلة عيد الأضحى يمثل ما وصفوه بالمهزلة الحقيقية التي تعكس إخفاقات إدارية جسيمة، واشاروا إلى إن احتكار المقاعد وإدارة الحجز بشكل غير شفاف أضر بسمعة الناقل الوطني وأوقع المسافرين في مواقف مأساوية.
اغلاق حجز
وأوضح الخبراء أمس إن (قسمي السيطرة والحركة، يعمدان إلى إغلاق الحجز أمام المواطنين وشركات السفر، بذريعة امتلاء المقاعد، في حين أن المقاعد تُحجز مسبقاً عبر بنرات دون أسماء، وتدار من جهات محددة داخلية، تتلقى مبالغ مالية مقابل كل مقعد) على حد تعبيرهم، وأضافوا إن (هذا الإجراء تسبب بحرمان المواطن من السفر على الناقل الوطني، ودفعه للجوء إلى خطوط طيران بديلة أو تأجيل خططه).
وأشار الخبراء إلى إن (هذه الخطة القديمة تعاد كل عام، عبر برمجة الرحلات بطائرات صغيرة من طراز سريجي ذات 80 مقعداً فقط، تُحجز بالكامل عبر هذه الجهات، ثم قبل يومين من الرحلة تُبدل الطائرة إلى طراز بوينغ 737 التي تتسع لأكثر من 150 راكباً، لكن بعد فوات الأوان يكون الركاب قد حجزوا مع خطوط أخرى، فتُقلع الطائرة شبه فارغة)، مؤكدين إن (هذا السلوك ألحق ضرراً كبيراً بسمعة الخطوط الجوية العراقية، وأفقدها ثقة المسافرين، إلى جانب خلق حالة من الشك العام لدى المواطنين، بعد تكرار المشهد المؤلم)، مشددين على (ضرورة تدخل الجهات المعنية وهيئة النزاهة لسحب كشوفات الرحلات وكشف نسب الامتلاء الحقيقية ومحاسبة المتورطين)، داعين إلى (وضع حد لاحتكار المقاعد من قبل شركات محددة، وإتاحة الفرصة لشركات السياحة للعمل بحرية ونزاهة بعيداً عن الابتزاز والتنسيق المسبق).
وكان احد المسافرين قد قال في وقت سابق إن (والدته توسلت لأجل مقعد لأخي، وأخبروها بأن الرحلة ممتلئة، لكننا فوجئنا بأن الطائرة شبه فارغة)، وأضاف إن (ما يجري يشوه صورة أحد أعرق الناقلين في المنطقة، ويحوّله إلى ضحية لجشع إداري لا يراعي لا سمعة وطنية ولا حاجة مواطن).
فيما جددت وزارة النقل، الاستعداد التام للتفويج العكسي للحجاج العراقيين.
وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إنه (بإشراف مباشر من الوزير رزاق محيبس السعداوي، أنجزت الخطوط الجوية والشركة العامة لخدمات الملاحة الجوية، والشركة العامة لنقل المسافرين والوفود، وإدارة المطارات العراقية، كافة استعداداتها لاستقبال الحجاج العراقيين بعد تأدية مناسك موسم الحج 1447 هجرية)، مؤكداً إن (الوزارة استحصلت موافقة السلطات السعودية على تسيير الرحلات الجوية العراقية الخاصة بخطة التفويج العكسي لحجاج بيت الله الحرام، من مطار الطائف الدولي، وذلك ضمن خطة تهدف إلى تقليص مدة تفويج الحجاج).
تفويج عكسي
وأوضح البيان إن (عملية التفويج العكسي للحجاج العراقيين ستبدأ من مطارات الطائف وجدة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، حيث ستنطلق أولى الرحلات من مطار الطائف باتجاه مطار بغداد الدولي، بعدها بيومين يتصاعد عدد الرحلات بواقع رحلتين يوميا لليومين 12و13حزيران، ثم يتزايد العدد بواقع 4 الى 6 رحلات يوميا، لغاية يوم 24 الشهر الجاري).
ولفت إلى إن (خطة التفويج العكسي تتضمن إشراك الطائرات الحديثة من طراز بوينغ 777 واسعة البدن، وطائرات الدريم لاينر في رحلات الحج، كما سيتم تخصيص طائرات أصغر حجما للوصول الى بقية المطارات العراقية، إضافة الى زج طائرات من طراز الماكس، بحسب احتياجات عمليات التفويج)، وأوضح البيان إن (إدارة المطارات اعدت خططا خدمية مسبقة، استنادا لمعايير السلامة والجودة الدولية، بالتنسيق مع الجهات الساندة، من أجل تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن العائدين من بيت الله الحرام).
واستطرد بالقول إن (الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود أنجزت كافة استعداداتها للبدء بالتفويج العكسي من المدينة المنورة، بالتنسيق مع الجهات المعنية في السعودية وقوات الأمن العراقية، وهيئة الحشد والهيئة العليا للحج والعمرة).