الأعداء الأربعة
حسين الصدر
-1-
قال مالك بن دينار :
إنّي ابتليتُ بأربع ما سلطوا
إلاّ لشدةِ شقوتي وعنائي
إبليسُ والدنيا ونفسي والهوى
كيف الخلاصُ وكلُّهم اعدائي
-2-
انّ العدو الواحد ينذر بأشد المخاطر فكيف اذا كان الأعداء اربعةٌ ؟
-3 –
أما ابليس فانّه يجري مجرى الدم في العروق ولا يكف عن الاغراء باجتراح المعاصي والذنوب
ولا ينجو من حبائله الاّ المتقون .
-4-
وأما حُبّ الدنيا والانشغال بلذاتها بعيداً عن النهوض بما يجب من الفرائض فانه الداء المتفشي الذي يبيع من أجله الكثيرون آخرتهم بدنياهم
-5-
وأما النفس فهي أمارّة بالسوء ومن استطاع ان ينتصر على نفسه فيبعدها عن المزالق استطاع ان ينتصر على الآخرين .
-6-
امّا هوى النفس فانه اذا ما اتبع فلن يقود إلاّ الى الهاوية .
ألم يقل معاوية :
( لولا هواي في يزيد لأصبتُ رشدي )
إنّ جهاد النفس هو الجهاد الأكبر .
نسأله تعالى ان يوفقنا واياكم للانتصار على أعدائنا وأنْ يمن علينا بالسداد والرشاد وحسن العاقبة .