الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مبادرة حماية نهري دجلة والفرات الإقليمية

بواسطة azzaman

مبادرة حماية نهري دجلة والفرات الإقليمية

محمد بهجت ثامر

 

يواجه العراق تحديات بيئية فرضها ندرة المياه وحتمت عليه اعداد سيناريوهات مسقبلية لكي يتصدى لهذه التحديات بجدية ، إذا ما أراد تحقيق التنمية المستدامة وبلوغ مستويات من الازدهار الاقتصادي ، لذلك فأن مجابهة تحديات المياه اليوم من شأنه تعزيز القدرة على مواجهة الأزمات والتعافي من آثارها، وهي أزمات قد تنشأ في المستقبل القريب إذا ما تقاعسنا عن التصدي لأزمة شح المياه الحالية ويتطلب حل هذه الأزمة إحراز تقدم مضطرد بين دول الجوار الجغرافي نحو أنظمة سياسية واجتماعية واقتصادية وإدارية تقنن الاستخدامات المختلفة للموارد المائية وإمدادات المياه، وسبل إدارتها وتطويرها بما يحقق قدراً أكبر من الفاعلية والاستدامة والإنصاف وبشكل استراتيجي . اطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مبادرة إقليمية لحماية نهري دجلة والفرات وذلك على هامش مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه والذي عقد في بغداد المبادرة تعد خطوة استراتيجية شاملة لحماية النهرين من التدهور، وضمان جريانهما، وستكون منصة لفهم الأدوار والواجبات والمسؤوليات، والمنفعة المشتركة، ومجالات التعاون المتاحة  بين الدول المشتركة في حوضي دجلة والفرات  لكن المبادرة تتطلب جهدا دوليا والزام تركيا وايران بضرورة تفعيل اتفاقية قانون استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية لعام 1997والتي احتوت على مبادئ قانونية استقر عليها العرف الدولي وتضمنتها الاتفاقيات الدولية وهي تتجلى بمبدأ الاستخدام المنصف والمعقول للموارد المائية المشتركة المرتبط بمبدأ الالتزام العام بالتعاون بين الدول . لكن الاتراك يطلقون على نهري دجلة والفرات انهار تركية عابرة للحدود في حين اطلقت ايران  خطة التنمية الوطنية والتي نصت على ضرورة منع تدفق المياه عبر إيران الى البلدان المجاورة وإعادة تحويل تلك المياه إلى داخل اراضيها  لذلك فان سياسيات دول الجوار  احكمت الطوق تدريجيا على نهري دجلة والفرات وجعلت العراق يواجه تناقصاً سريعاً ومضطرداً بموارده المائية   وتقلصت الأراضي المزروعة بسبب شح المياه وزيادة نسبة ملوحتها، وتراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية ، ختامًا  يمكن القول إن المبادرة أتت في وقتها خصوصا بعد ما وصفت الأمم المتحدة العراق بانه واحد من خمسة دول الأكثر تاثرا بالتغيرات المناخية وتوقعت المنظمة  حسب المؤشرات المائية العالمية، وابرزها «مؤشر الاجهاد المائي»، ان العراق سيكون ارضاً بلا انهار بحدود 2040 ولن يصل النهران العظيمان الى المصب النهائي في البحر  وسيتحول دجلة الى مجرد مجرى مائي صغير محدود الموارد.

 


مشاهدات 157
الكاتب محمد بهجت ثامر
أضيف 2025/05/31 - 1:10 AM
آخر تحديث 2025/06/03 - 10:46 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 628 الشهر 3357 الكلي 11138011
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/6/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير