شجرة نهري الغريب
نجمان ياسين
للشاعر ،
أن يؤاخي نهرَ طفولته ،
وأن يدرج في الأزقةِ المبللة برائحة ينابيع مشاكسته ،
كي يمسك ما تبقى من وسامة روحه ،
ويوقد قناديل عشقه لحورية النهر !
ليس صدفة أن يتوق للعزف على قيثارة دهشته ،
والقيثارة تنبض بين يديه ،
وتبتكر موسيقا خلود نهره الفريد
لا يحتاج الشاعر
معجزة سماوية ،
ليوغل في هذا الذوبان الرهيب
ويحتاج أكثر من معجزة
ليجعل حورية النهر الغريب
تدرك إنها ليست ورقة في شجرته .
بل هي شجرته !
يدرك الشاعر
أن ليس له أن يتحرر من حورية نهر روحه
لأنه لا يحيا إلاّ بها !
وان هذا التوله بالنهر ، ولهٌ بحورية الضوء.
وإسراء صوب مملكة الطفولة
وأن حوريته .
تخاصر فجر طفولته .
ويغمر عسلها فمه ودمه .
وتندس في ذكرياته المغتلمة !
كيف لهذا الشاعر ،
أن يحيا بعيدا عن سحر نهره الغريب.
وشجرة روحه ،
وكيف له أن يحيا ، من دون أن يغسله نور
الحورية ؟!
قريبا من حافة المياه
وعند أسوار "إقليعات "
وجوار "شط الحصى"
أمسك الشاعر قلبه وهمس :
احتاج نهراً وفجراً لأسقي شجرة روحي بمياه حبي !
يا شجرتي، ليس لي أن أغادرك ،
وليس لي إلاّ أن ، أسرج براق دمي
ليجعل الحورية طفولتي
والطفولة حوريتي !
أديب عراقي
رئيس أسبق للإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق