دلـــوٌ.. في معمانِ إنتخاباتِ إتحـادِ الأدباء
رواء الجصاني
هل ثمة جديد في استعارة ما أتفقَ حوله او يكاد بان من معايير تقدم وتحضر الامم والشعوب، هو الموقف من رموز ورواد ثقافاتها، وعباقرتها، ومبدعيها ؟! دعونا اذن نكرر ذلك ولا خسارة عند من سيقرأ وذلك هو الأهم، خاصة والجمع الصديق يتوجه الجمعة 2025.5.30 ليدلي بصوته، ودلوه، في انتخابات التشكيلات الجديدة لادارة وقيادة اتحاد ادباء وكتاب العراق، النجباء ..
الهم الوطني
ومما يشفع لنا، ويدفع لننحو باتجاه ذلك ما حبتنا به عقود ستة في دروب و»درابين» الهــمّ الوطني، وهنا نخصص فنقول بان الابرز منها كان – وما برح - المساهمة الحيوية قدر المستطاع، وغيرها، في مجالات العمل النقابي – المهني – المدني- الجماهيري: الثقافي والطلابي والاعلامي وما بينها كثير آخر، كما هو معروف، او نعرّف به، في هذه الكتابة، وفي ذلك - ولا ننكـر- بعض افتخار وتباهٍ، ولم لا ؟!
وفي رغبة وحماسة مرة، وتمنع، وتردد مرة اخرى، يأتي تدوين ايجازات في التالي من السطور، وعذرا سلفا عن استطرادات ثقيلة، اوصيغة تشمّ منها خلاف ما يُقصد بها، سيّما ولا ناقة لنا ولا جمل - بالمعنى المجازي طبعا- في ما سيحصل .. ولنفض ببعض مما في الجعبة من تجربة، ولنقل بمبالغة تجاريب رحاب، وفرتها سنوات ستون، كما اسلفت:
1/ لا خوف ولا لرهبة من التصريح بأن من جملة دوافع خوض الانتخابات امتحان الذات، والسعي لموقع شخصي متقدم للخائضين غمار «المعركة» الانتخابية الجميلة والشيقة في كل الاحوال..
2/ ما اوسع صدور القادرين، وما أحضرهم، لو تجنبوا جهد ماستطاعوا التنافس بعيدا عن نكران النجاحات التي حققها السالفون، او الراهنون المواصلون.. وما علينا بما قيل ويقال من لافتات مصطنعة بـ «اهمية التجديد» ولا احد ربما يدري بالمقصود من «التجديد» ؟ هل هو الشكلي، المجرد، او اتاحة وضخ دماء وعطاءات جديدة، او بتفاسير اخرى ..
3/ ثم، ما ارقى ان يكون التنافس الانيق، باظهار الاهداف والمنجزات الشخصية، وليس «الخطابية» و» الشعبوية» ونكران عطاءات الاخرين وحهودهم، او المناكدة الشخصية، والخلافات الذاتية، وسأقول المرضية، ولا اخاف ..
4/ وكذلك، كم هو واجب الحذر مما يطرحه «الهتافون» والنهازون» وهم يزاودون، وبعلانية سمجة احيانا، بشعارات تخلط السمّ بالعسل، وباحقاد وموتورية، يسعون لاخفائها وما يستطيعون طفحانها..
5/ وبالارتباط مع الفقرة السابقة، تطفو ضرورة في التصدي لمساعي التبجح بـ «التحديث» وما اليه، وتسويق مفاهيـم تمرّ احيانا دون بالغ عناء في التمحيص، ومنها رفض «التقديس» للكبار- والرواد مثلا- والطارحون هنا لا يفرقون بين مساوئ «التقديس» والصنمية» وبين رقيّ وتحضّر «الاحترام» و»التقدير» .. بل وان عدد من اولئك المعنيين يعرفون فيدلسون.. والبون شاسع كما نشهد بين تلك الاوصاف المتقاطعة والمتاينة، غير ان المزورين، وعصبهم، يريدون التمويه والاثارة والشعبوية لا غيّـر، كما استدرار العواطف والتسول بها..
6/ لا بــدّ من كشف الاوراق المرائية عند تطلب الامر، فليس هنا او هناك بهذا الشأن تسامح ممكن امام المراوغة، والتبجح، و»النرجسية» المقيتة.. اقول «مقيتة» اذ ثمة «نرجسيات» تسود برغم من شاء او ابى، ولكنها تتغول حين تتضخم الى حــد ابتذال لا يليق بمثقفين حقيقين او متزلفين لهم ..
ردود افعال
7/ واظن بان لا احد سيتفاجأ بمواقف وردود افعال المتنافسين الذين لن يفوزا بالانتخابات، حين يروحون يكيلون أوصافا بما شاء بها الله، اوما شاءوا، من قبيل: «التآمر» و»الحظوظ « و»التكتلات» و»المجاملات» و»المولاة» و» الشيوخ» و» الشباب» و»المناطقية» .. وغيرها من مشابهات، والتي كم راحت مبتذلة لكثرة ما جرى ترديدها من قبل البعض ..
8/ كما ليست هناك مفاجأة عند النبهاء بأن تعلو اصوات، قديرة حتى، عشية الانتخابات بعد أمد طويل من السبات، واحسبُ ان ذلك بات من سمات العاجزين عن المواصلة والعطاء، دعوا عنكم الشعور بالتعالي، وخاصة والظروف العجيبة والمؤسية والطوارئ التي تعيشها البلاد العراقية، ومجتمعاتها، منذ عقود حتمت او ساهمت في طغيان مثل تلكم الحال ..
ختاما اقول بأن الايجازات السابقة، وثمة وفرة كثيرة اخرى منها، قد تبدو راهنة على ابواب انتخابات اتحاد الادباء وحسب، ولكن العديد منها يصلح كما أزعم في حالات مشابهة، عامة ووطنية، عديدة، وربما سأطيل في الحديث عنها لاحقا كما اتمنى ..
هكذا اختم اذن مستعيرا مثلما تعودتُ بابيات من شعر الجواهري العظيم، عساها تكون خاتمة وزبدة الكلام، جاءت في لاميته الشهيرة المعنونة «تحية .. ونفثة غاضبة» عام 1974:
حماةَ الفكر والادبِ المصفى، يَزينان الشمائل والخصالا..
ولا تدعو الخصام يجوز حداً، بحيث يعودُ رخصا وابتذالا/
تقحمت الوغى وتقحمتني، وخضتُ عجاجها حربا سجالا/ فكان أجلّ من قارعتُ خصمٌ بنبل قراعهِ ربح القتالا
وكل انتخابات والادباء والكتاب، النجباء، بالف خير